بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الزّلزلة
مدنيّة
وآياتها ثمان
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ) حركت لقيام الساعة (زِلْزالَها) (١) تحريكها الشديد المناسب لعظمها (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) (٢) كنوزها وموتاها فألقتها على ظهرها (وَقالَ الْإِنْسانُ) الكافر بالبعث (ما لَها) (٣) إنكارا لتلك الحالة (يَوْمَئِذٍ) بدل من إذا
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الزلزلة مكية أو مدنية
وهي تسع آيات
أي في قول ابن مسعود وعطاء وجابر ، وقوله : (أو مدنية) أي في قول ابن عباس وقتادة. قوله : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ) الخ ، (إِذا) ظرف لما يستقبل من الزمان ، جوابه تحدث وهو عامل النصب في (إِذا) ولذا يقولون : خافض لشرطه منصوب بجوابه ، وهذا هو التحقيق عند الجمهور قوله : (حركت لقيام الساعة) هذا أحد قولين ، وهو أن الزلزلة المذكورة تكون عند النفخة الأولى ، ويشهد له قوله تعالى : (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) الآية ، وعليه جمهور المفسرين. والثاني : أنها عند النفخة الثانية ، ويؤيده قوله بعد (تُحَدِّثُ أَخْبارَها) فإن شهادتها بما وقع عليها ، إنما هو بعد النفخة الثانية ، وكذلك انصراف الناس من القبور ، وأما قوله : (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) فمحتمل. قوله : (زِلْزالَها) مصدر مضاف لفاعله ، وهو بالكسر في قراءة العامة ، وقرىء شذوذا بالفتح ، وهما مصدران بمعنى واحد ، وقيل : المكسور مصدر ، والمفتوح اسم. قوله : (تحريكها الشديد) الخ ، أي فلا تسكن حتى تلقي ما على ظهرها ، من جبل وشجر وبناء.
قوله : (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ) إظهار في مقام الإضمار لزيادة التقرير. قوله : (أَثْقالَها) جمع ثقل بالكسر كحمل وأحمال. قوله : (كنوزها وموتاها) المناسب أن يعبر بأو لأنهما قولان ، قيل : المراد إخراج الأموات ، وقيل : المراد إخراج الكنوز ، والأول بعد النفخة الثانية في زمن عيسى وما بعده ، وهما مفرعان على القولين المقدمين فأعطى الله الأرض قوة على إخراج الأثقال ، كما أعطاها القوة على إخراج النبات اللطيف الطري الذي هو أنعم من الحرير. قوله : (الكافر بالبعث) أي بخلاف المؤمن ، فإنه يعترف بها