اللهُ عَنْهُمْ) بطاعته (وَرَضُوا عَنْهُ) بثوابه (ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) (٨) خاف عقابه فانتهى عن معصيته تعالى.
____________________________________
(أَبَداً) ظرف زمان منصوب ب (خالِدِينَ) و (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون خبرا ثانيا وعبر هنا في أهل الجنة أبدا ، ولم يذكرها في أهل النار ، لأن المقام مقام بسط وجمال ، فالإطناب فيه من البلاغة. قوله : (بطاعته) أي بسببها وهو مصدر مضاف لمفعوله ، أي طاعتهم إياه ، أي قبلها منهم وجازاهم عليها. قوله : (بثوابه) أي بسبب إثابته لهم ، فهو من إضافة المصدر لفاعله ، قال الجنيد : الرضا يكون على قدر قوة العلم والرسوخ في المعرفة ، ويصحب العبد في الدنيا والآخرة ، وليس كالخوف والرجاء والصبر والإشفاق وسائر الأحوال التي تزول عن العبد في الآخرة ، بل العبد يتنعم في الجنة بالرضا ، ويسأل الله تعالى حتى يقول لهم : برضائي أحلكم داري ، أي برضائي عنكم ، وقال محمد بن الفضل : الروح والراحة في الرضا واليقين ، والرضا باب الله الأعظم ومحل استرواح العابدين. قوله : (ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) اسم الإشارة عائد على المذكور من تفصيل الجزاء الحسن.