بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة البيّنة
مدنيّة
وآياتها ثمان
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ) للبيان (أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ)
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة البينة مكية أو مدنية
وهي تسع آيات
وتسمى سورة لم يكن ، وسورة المنفكين ، وسورة القيامة ، وسورة البرية. قوله : (مكية) هو قول ابن عباس ، وقوله : (أو مدنية) هو قول الجمهور ، ومناسبتها لما قبلها ، أنه لما ثبت إنزال القرآن ، أخبر تعالى أن الكفار لم يكونوا منفكين عما هم عليه ، حتى يأتيهم الرسول يتلو عليهم الصحف المطهرة التي ثبت إنزالها عليه ، وفيه تسلية له صلىاللهعليهوسلم ، كأن الله يقول له : لا تحزن على تفرقهم وكفرهم ، بل تسل بما أوحي إليك. روى أنس بن مالك أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال لأبي بن كعب : إن الله أمرني أقرأ عليك (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) فقال أبي : وسماني لك؟ قال النبي صلىاللهعليهوسلم : نعم ، فبكى أبي ، فقرأها صلىاللهعليهوسلم. واستفيد من الحديث آداب منها : قراءة الأعلى على من دونه للتواضع ، ولا يأنف الكبير من قراءته على الصغير. ومنها تخصيص سريع الحفظ والإتقان بالعلم ، وفي ذلك فضيلة عظيمة لأبيّ ، حيث جعل موضع سر رسول الله ونظره ، إشعارا بأنه ثقة يصلح للتعليم والتعلم ، وأمر رسول الله من الله بأن يقرأ عليه.
قوله : (مِنْ) (للبيان) أي فالذين كفروا هم أهل الكتاب والمشركون ، إن قلت : إن أهل الكتاب لم يكونوا جميعا كفارا قبل النبي ، بل بعضهم كان متمسكا بنبيهم وكتابهم ، والبعض كفار كمن غير وبدل ، ومقتضى المفسر أن جميعهم كفار وليس كذلك ، فالأحسن جعل (مِنْ) للتبعيض ، والواو في (وَالْمُشْرِكِينَ) للمعية ، و (الْمُشْرِكِينَ) مفعول معه ، والعامل فيه (يَكُنِ.) قوله : (مُنْفَكِّينَ) اسم فاعل من انفك الذي يعمل عمل كان ، واسمها ضمير مستكن فيها والخبر محذوف قدره المفسر بقوله : (عما هم عليه) ويصح أن تكون تامة ، فلا تحتاج لتقدير خبر. قوله : (خبر يكن) أي واسمها الموصول فهي ناقصة ، وقوله : (مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) حال من فاعل (كَفَرُوا) والمعنى : أن أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى ، والمشركين وهم عبدة الأوثان من العرب ، كانوا يقولون قبل بعثة النبي صلىاللهعليهوسلم : لا ننفك عما نحن فيه من ديننا ، حتى يبعث النبي صلىاللهعليهوسلم الذي هو في التوراة والإنجيل ، فلما بعث تفرقوا ، فمنهم من