بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة القدر
مكيّة
وآياتها خمس
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ) أين القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة القدر مكية أو مدنية
وهي خمس أو ست آيات
قوله : (أو مدنية) هذا هو الأرجح. وحكى بعضهم أنها أول ما نزل بالمدينة ، ولعله تكرر نزولها ، تنبيها على مزيد شرف ليلة القدر. قوله : (أو ست آيات) أي بناء على أن قوله : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) آية مستقلة. قوله : (إِنَّا) يؤتى بإن لتأكيد الحكم ، والرد على منكر أو شاك ، والمخاطبون فيهم ذلك ، فقد قالوا : من تلقاء نفسه ، وقالوا : أساطير الأولين ، وقالوا : تنزلت به الشياطين ، فرد على جميع ذلك بذكر الإنزال ، لا أنه مختلق ، ولا من أساطير الأولين. إن قلت : إن المؤمنين يصدقون خبر المولى بلا توكيد ، والكافرون يعاندون ولو تعدد التأكيد. أجيب بجوابين ، الأول : بمنع أن الكافرين يعاندون مع التأكيد ، فإن عادتهم الانقياد للتأكيدات ، فربما حصل لهم هداية بسبب ذلك. الثاني : على تسليم أنهم يعاندون مع التأكيد ، فلا نسلم حصر إن في التأكيد ، بل قد يؤتى بها ترغيبا في تلقي الخبر ، والتنبيه بعظيم قدره وشرف حكمه ، ويحتمل أنها للمتكلم المعظم نفسه ، وهو الله تعالى ، إشعارا بتعظيم المنزل والمنزل به ، ويحتمل أنها للمتكلم ومعه غيره ، فإن الله أنزله ، والملائكة لهم مدخلية في انزاله ، والمعنى : إنا وملائكة قدسنا أنزلناه على حد (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ) والإسناد لله حقيقة إجماعا ، وللملائكة قيل كذلك ، وقيل مجاوز عليه ، فلا مانع من الجمع بين الحقيقة والمجاز يقال : بنى الأمير وعملته المدينة ، ولا يعترض بالجمع بين القديم والحادث في ضمير واحد ، فإنه حاصل في ضمير (يُصَلُّونَ أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) ونحوه ، وأما قوله عليهالسلام للخطيب : بئس الخطيب لما قال : من يطع الله ورسوله فقد اهتدى ، ومن يعصهما فقد غوى فلأن الخطب محل إطناب ، وقيل : وقف على قوله ومن يعصهما قبل الجواب.
قوله : (أَنْزَلْناهُ) إن قلت الإنزال وصف للأجسام ، والقرآن عرض لا جسم ، فكيف يوصف