الشق في الأرض (النَّارِ) بدل اشتمال منه (ذاتِ الْوَقُودِ) (٥) ما توقد به (إِذْ هُمْ عَلَيْها) أي حولها على جانب الأخدود على الكراسي (قُعُودٌ) (٦) (وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ) بالله من تعذيبهم بالالقاء في النار إن لم يرجعوا عن إيمانهم (شُهُودٌ) (٧) حضور ، روي أن الله أنجى المؤمنين الملقين في النار بقبض أرواحهم قبل وقوعهم فيها وخرجت النار إلى من ثم فأحرقتهم (وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ
____________________________________
معموله ، إذا وقع جوابا للقسم تلزمه اللام ، وقد لا يجوز الاقتصار على أحدهما ، إلا عند طول الكلام أو في ضرورة. قوله : (تقديره لقد) (قُتِلَ) الخ ، أي وعليه فالجملة خبرية ، والأصل فيها الدعاء. قوله : (الشق في الأرض) أي فالأخدود مفرد وجمعه أخاديد. قوله : (بدل اشتمال منه) أي لأن الأخدود مشتمل على النار. قوله : (ما توقد به) أي فالوقود بالفتح الاسم ، وأما بالضم فهو المصدر. قوله : (إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ) ظرف ل (قُتِلَ) والمعنى : حين حرقوا بالنار قاعدين عليها في مكان مشرف عليها من حافات الأخدود.
قوله : (شُهُودٌ) أي يشهد بعضهم لبعض عند الملك ، بأن أحدا لم يقصر فيما أمر به ، فهو من الشهادة بمعنى تأدية الخبر ، أو المراد شهود يشهدون بما فعلوا بالمؤمنين ، فهو من الشهادة بمعنى الحضور ، وعليه اقتصر المفسر. قوله : (روي أن الله أنجى المؤمنين) الخ ، أي وكانوا سبعة وسبعين ، وهؤلاء لم يرجعوا عن دينهم ، والذين رجعوا عشرة أو أحد عشرة. وقوله : (إلى من ثم) أي إلى من هم قعود على الأخدود ، ولم يرد نص بتعيينهم ، واعلم أنه اختلف المفسرون في أصحاب الأخدود ، فروي عن صهيب أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «كان ملك فيمن كان قبلكم ، وكان له ساحر ، فلما كبر قال للملك : إني قد كبرت ، فابعث إلي غلاما أعلمه السحر ، فبعث إليه غلاما يعلمه ، وكان في طريقه إذا سلك إليه راهب ، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه ، فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه ، فإذا أتى الساحر ضربه ، وإذا رجع من الساحر قعد إلى الراهب ، وسمع كلامه ، فإذا أتى أهله ضربوه ، فشكا ذلك إلى الراهب فقال : إذا خشيت الساحر فقل : حبسني أهلي ، وإذا خشيت أهلك فقل : حبسني الساحر ، فبينما هو كذلك ، إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال : اليوم أعلم الراهب أفضل أم الساحر؟ فأخذ حجرا ثم قال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر ، فاقتل هذه حتى يمضي الناس ، فرماها فقتلها ، فمضى الناس ، فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب : أي بني أنت اليوم أفضل مني ، قد بلغ من أمرك ما أرى ، وإنك ستبتلى ، فإن ابتليت فلا تدل علي ، فكان الغلام يبرىء الأكمة والأبرص ويداوي الناس بسائر الأدواء ، فسمع جليس الملك وكان قد عمي ، فأتاه بهدايا كثيرة فقال : ما هنالك أجمع إن أنت شفيتني ، قال : إني لا أشفي أحدا ، إنما يشفي الله عزوجل ، فإن آمنت بالله دعوت الله عزوجل فشفاك ، فآمن بالله فشفاه الله عزوجل ، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس ، فقال له الملك : من رد عليك بصرك؟ قال : ربي ، قال : ولك رب غيري؟ قال : الله ربي وربك ، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دله على الغلام ، فجيء بالغلام فقال الملك : أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرىء الأكمه والأبرص ، وتفعل وتفعل ، فقال : إني لا أشفي أحدا ، إنما يشفي الله عزوجل ، فأخذ فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب ، فجيء بالراهب فقيل له : ارجع عن دينك فأبى ، فدعا بالمنشار ، فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه ، ثم جيء بجليس الملك فقيل له : ارجع عن دينك فأبى ، فدعا بالمنشار ، فوضع المنشار في مفرق رأسه ، فشقه