بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة البروج
مكيّة
وآياتها ثنتان وعشرون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) (١) الكواكب اثنا عشر برجا تقدمت في الفرقات (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ) (٢) يوم القيامة (وَشاهِدٍ) يوم الجمعة (وَمَشْهُودٍ) (٣) يوم عرفة ، كذا فسرت الثلاثة في الحديث ، فالأول موعود به ، والثاني شاهد بالعمل فيه ، والثالث تشهده الناس والملائكة ، وجواب القسم محذوف صدره تقديره لقد (قُتِلَ) لعن (أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) (٤)
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة البروج مكية
وهي ثنتان وعشرون آية
حكمة نزول هذه السورة ، تثبيت المؤمنين على إيمانهم وصبرهم على أذى الكفار ، بتذكيرهم بما جرى لمن تقدمهم. قوله : (ذاتِ الْبُرُوجِ) أي صاحبة الطرق والمنازل التي تسير فيها الكواكب السبعة ؛ سميت بروجا لظهورها ، لأن البرج في الأصل الأمر الظاهر من التبرج ، ثم صار حقيقة عرفية للقصر العالي لظهوره. قوله : (تقدمت في الفرقان) نصه هناك (تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً) اثني عشر : الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت ، وهي منازل الكواكب السبعة السيارة : المريخ وله الحمل والعقرب ، والزهرة ولها الثور والميزان ، وعطارد وله الجوزاء والسنبلة ، والقمر وله السرطان ، والشمس ولها الأسد ، والمشتري وله القوس والحوت ، وزحل وله الجدي والدلو. انتهى. قوله : (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ) أي الموعود به ، ففيه الحذف والإيصال. قوله : (يوم الجمعة) خص مع أن باقي الزمان يشهد كذلك لاختصاصه بمزية ، وهي كونه فيه ساعة إجابة واجتماع الناس. قوله : (كذا فسرت الثلاثة في الحديث) أي وهو ما روي : «اليوم الموعود يوم القيامة ، واليوم المشهود يوم عرفة ، والشاهد يوم الجمعة» خرجه الترمذي ، واختلف في تفسير الشاهد والمشهود على أقوال كثيرة : منها ما ذكره في الحديث ، ومنها الشاهد يوم التروية والمشهود يوم عرفة ، ومنها الشاهد هو الله والمشهود يوم القيامة ، ومنها الشاهد هم الأنبياء والمشهود عليهم هم الأمم ، ومنها الشاهد أعضاء الإنسان والمشهود عليه هو ابن آدم ، ومنها غير ذلك ، والأحسن أن يراد ما هو أعم. ولذلك نكرهما ليعم كل شاهد ومشهود. قوله : (محذوف صدره) أي لأن المشهور عن النحاة ، أن الماضي المثبت المتصرف الذي لم يتقدم