بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الانشقاق
مكيّة
وآياتها خمس وعشرون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) (١) (وَأَذِنَتْ) سمعت وأطاعت في الانشقاق (لِرَبِّها وَحُقَّتْ) (٢) أي حق لها أن تسمع وتطيع (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ) (٣) زيد في سعتها كما يمد الأديم ولم يبق عليها بناء ولا جبل (وَأَلْقَتْ ما فِيها) من الموتى إلى ظاهرها (وَتَخَلَّتْ) (٤) عنه (وَأَذِنَتْ) سمعت وأطاعت في ذلك (لِرَبِّها وَحُقَّتْ) (٥) وذلك كله يكون يوم القيامة ،
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الأنشقاق مكية
ثلاث أو خمس وعشرون آية
قوله : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) أي انصدعت بغمام يخرج منها ، وهو البياض في جوانب السماء لتنزل الملائكة ، قال تعالى : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً) قوله : (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها) أي انقادت لأمره. قوله : (سمعت وأطاعت) أي فشبه حال السماء في انقيادها ، بتأثير قدرة الله تعالى ، حيث أراد انشقاقها ، بانقياد المستمع المطيع لأمره ، وذلك أن السماوات لما علمت مراد الله ، وتعلقت إرادته بانشقاقها ، سلمت وفوضت أمرها ، ولم تنازع في ذلك. قوله : (وَحُقَّتْ) بالبناء للمفعول ، والفاعل في الأصل محذوف وهو الله تعالى ، وكذا المفعول ، والأصل وحق الله عليها استماعها ، فحذف الفاعل ثم المفعول ، واسند الفعل إلى ضمير السماوات. والمعنى : وحق الله استماعها لعلمها بأن مراد الله نافذ ، فهي أهل لأن تسمع وتطيع ، قال تعالى : (قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ).
قوله : (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ) أي بسطت ودكت جبالها. قوله : (كما يمد الأديم) أي وهو الجلد ، لأنه إذا مد زال كل انثناء فيه ، وامتد واستوى. قوله : (ولم يبق عليها بناء ولا جبل) أي فيزاد في سعتها ، لوقوف الخلائق عليها للحساب ، حتى لا يكون لأحد من البشر إلا موضع قدمه ، لكثرة الخلائق فيها ، وظاهر الآية أن الأرض تمد مع بقاءها ، وليس كذلك ، بل تبدل بأرض أخرى بدليل آية (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ.) قوله : (من الموتى) أي والكنوز والمعادن والزروع. قوله : (وَتَخَلَّتْ) أي خلا جوفها ، فلم يبق في بطنها شيء. قوله : (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ) ليس تكرارا ، لأن هذا في الأرض ، وما تقدم في السماوات. قوله : (وأطاعت في ذلك) أي الإلقاء والتخلي. قوله : (دل عليه ما بعده) أي وهو