بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة المطفّفين
مكيّة
وآياتها ست وثلاثون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَيْلٌ) كلمة عذاب أو واد في جهنم (لِلْمُطَفِّفِينَ) (١)
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة التطفيف مكية أو مدنية
وهي ست وثلاثون آية
وتسمى سورة المطففين. قوله : (مكية أو مدنية) أو لحكاية الخلاف ، فالأول : قول ابن مسعود والضحاك ومقاتل في أحد قوليه. والثاني : قول الحسن وابن عباس وعكرمة ومقاتل في قوله الآخر ؛ وهذان قولان من أربعة أقوال. ثالثها : أنها نزلت بين مكة والمدينة. رابعها : كلها مدينة إلا قوله : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) إلى آخر السورة فمكي ، والمشهور أنها مدنية ، لما روي عن ابن عباس قال : لما قدم النبي صلىاللهعليهوسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا ، فأنزل الله تعالى : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) فأحسنوا الكيل بعد ذلك ، قال الفراء : فهم من أوفى الناس كيلا إلى يومهم هذا ، وروي عنه أيضا قال : هي أول سورة نزلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ساعة نزل بالمدينة ، وكان هذا فيهم ، كانوا إذا اشتروا استوفوا بكيل راجح ، وإذا باعوا بخسوا المكيال والميزان ، فلما نزلت هذه السورة انتهوا ، فهم أوفى الناس كيلا إلى يومهم هذا ، وقال جماعة : نزلت في رجل يعرف بأبي جهينة واسمه عمرو ، وكان له صاعان ، يأخذ بواحد ، ويعطي بآخر ، ومناسبتها لما قبلها ، أنه لما ذكر حال السعداء والأشقياء فيما قبلها ، ذكره هنا ما أعد لبعض العصاة ، وذكرهم بأخس ما يقع في المعصية ، وهي التطفيف الذي لا يكاد يغني أحدهما ويفقر الآخر ، ثم ذكر فيها ما أعد للكفار عموما ، وللمطيعين عموما.
قوله : (وَيْلٌ) مبتدأ ، سوغ الابتداء به كونه دعاء ، و (لِلْمُطَفِّفِينَ) خبره ، وهذا على أنه كلمة عذاب ، وأما على أنه اسم للوادي فهو معرفة ، ويجوز نصبه في غير هذا الموضع ، ويختار فيما إذا كان مضافا أو معرفا. قوله : (كلمة عذاب) أي معلمة بشدة عذابهم في الآخرة ، فهو دعاء عليهم بالهلاك ، وقوله : (أو واد في جهنم) أي يهوي فيه الكفار أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره ، فهما قولان ، ويمكن الجمع بأن الويل له اطلاقان.
قوله : (لِلْمُطَفِّفِينَ) جمع مطفف ، وهو الذي يأخذ في كيل أو وزن شيئا قليلا ، ومنه قولهم دون