(إِنَّ الْأَبْرارَ) المؤمنين الصادقين في إيمانهم (لَفِي نَعِيمٍ) (١٣) جنة (وَإِنَّ الْفُجَّارَ) الكفار (لَفِي جَحِيمٍ) (١٤) نار محرقة (يَصْلَوْنَها) يدخلونها ويقاسون حرها (يَوْمَ الدِّينِ) (١٥) الجزاء (وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ) (١٦) بمخرجين (وَما أَدْراكَ) أعلمك (ما يَوْمُ الدِّينِ) (١٧) (ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ) (١٨) تعظيم لشأنه (يَوْمَ) بالرفع أي هو يوم (لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً) من المنفعة (وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) (١٩) لا أمر لغيره فيه ، أي لم يمكن أحدا من التوسط فيه بخلاف الدنيا.
____________________________________
يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) وفي هذه الآية دليل على أن الشاهد ، لا يشهد ، إلا بعد العلم ، لوصف الملائكة بكونهم حافظين كراما كاتبين ، يعلمون ما يفعلون.
قوله : (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ) شروع في بيان ما يكتبون لأجله ، كأنه قيل : يكتبون الأعمال ليجازى الأبرار بالنعيم إلخ. قوله : (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) أل في الفجار للعهد الذكري ، أي المتقدم ذكرهم في قوله : (بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ). قوله : (يَصْلَوْنَها) الجملة مستأنفة أو حالية من الضمير في خبر (إِنَّ.) قوله : (الجزاء) أي الذي كانوا يكذبون به. قوله : (وَما أَدْراكَ ما) اسم مبتدأ ، وجملة (أَدْراكَ) خبره ، والكاف مفعول أول ، وجملة (ما يَوْمُ الدِّينِ) من المبتدأ والخبر ، سادة مسد المفعول الثاني ، والاستفهام الأول للإنكار ، والثاني للتعظيم والتهويل ، والمعنى : وأي شيء أدراك عظم يوم الدين وشدة هوله ، أي لا علم لك به إلا بإعلام منا.
قوله : (يَوْمُ) بالرفع والنصب قراءتات سبعيتان ، فالرفع على أنه خبر لمحذوف أي هو يوم ، والنصب على أنه مفعول لفعل محذوف ، وقرىء شذوذا برفعه منونا لقطعه عن الإضافة ، والجملة بعده نعت له. قوله : (شَيْئاً) (من المنفعة) جواب عما يقال : إن بعض الناس المقبولين يملكون الشفاعة لغيرهم ، فالجواب : أن المنفي ثبوت الملك بالاستقلال ، والشفاعة ليست كذلك ، بل لا تكون إلا بإذن خاص. قوله : (وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) أي ظاهرا أو باطنا ، فلا تصرف لغيره فيه أصلا. قوله : (بخلاف الدنيا) أي فالعبيد متصرفون فيها ، وينسب لهم الملك والأمر والنهي ظاهرا.