بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة التّكوير
مكيّة
وآياتها تسع وعشرون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) (١) لففت وذهب بنورها (وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) (٢) انقضت وتساقطت على الأرض (وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ) (٣) ذهب بها عن وجه الأرض فصارت هباء منبثا (وَإِذَا الْعِشارُ) النوق الحوامل (عُطِّلَتْ) (٤) تركت بلا راع أو بلا حلب لما
____________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة التكوير مكية
وهي تسع وعشرون آية
مناسبتها لما قبلها ، أن كلا فيه ذكر اهوال القيامة ، وفي الحديث : «من سره أن ينظر إلى يوم القيامة ، فليقرأ «إذا الشَّمس كوِّرت» و «إذا السَّماء انفطرت» و «إذا السَّماء انشقت» .. قوله : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) الخ ، الأرجح عند جمهور النحاة ، أن الاسم المرفوع الواقع بعد (إِذَا) الشرطية ، مرفوع بفعل محذوف يفسره المذكور ، ويمنع أن يكون مرفوعا بالابتداء ، لأن أدوات الشرط لا يليها إلا الأفعال لفظا أو تقديرا ، وأجاز الأخفش والكوفيون ايلاءها الاسم ، فيرفع الاسم مبتدأ ، وما بعده خبره ، و (وَإِذَا) في المواضع الاثني عشر شرطية ، جوابها قوله : (عَلِمَتْ نَفْسٌ) ولا يجوز الوقف اختيارا قبل الجواب. قوله : (لففت) المناسب أن يقول لفت ، والمعنى : لف بعضها ببعض ، ورمي بها في البحر ، ثم يرسل الله عليها ريحا دبورا فتضربها فتصير نارا. قوله : (بنروها) أي ضوئها. قوله : (سُيِّرَتْ) أي في الهواء بعد تفتيتها. قوله : (فصارت هباء) أي بعد صيرورتها كالصوف المندوف ، فأولا تتفتت ثم تصير كالصوف المندوف. قوله : (وَإِذَا الْعِشارُ) جمع عشراء ، كالنفاس جمع نفساء ، وهي التي أتى على حملها عشرة أشهر إلى أن تضع ، وخصها بالذكر لأنها أغلى ما يكون عند أهلها ، وأنفس أموالهم ، لما ورد أنه صلىاللهعليهوسلم مر في أصحابه بعشار من النوق ، فغض بصره فقيل له : هذه أنفس أموالنا ، فلم لا تنتظر إليها ، فقال : قد نهاني الله عن ذلك ثم تلا (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ) الآية ، وإذا كان هذا حالهم مع أنفس أموالهم ، فحالهم مع غيره أولى ، وإلى هذا يشير المفسر بقوله : (ولم يكن مال أعجب إليهم منها). قوله : (تركت بلا راع) أي مهملة ، وقوله : (أو بلا حلب) بفتح اللام مصدر حلب يحلب بالضم ، ويقال بالسكون من باب قتل.