بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة عبس
مكيّة
وآياتها ثنتان وأربعون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ عَبَسَ) النبي كلح وجهه (وَتَوَلَّى) (١) أعرض لأجل (أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى) (٢) عبد الله ابن أم مكتوم فقطعه عما هو مشغول به ممن يرجو إسلامه من أشراف قريش الذي هو حريص على إسلامهم ، ولم يدر الأعمى أنه مشغول بذلك ، فناداه : علمني مما علمك الله ، فانصرف النبي صلىاللهعليهوسلم إلى بيته ، فعوقب في ذلك بما نزل في هذه السورة ، فكان بعد
____________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة عبس
مكية وهي اثنتان وأربعون آية
وتسمى سورة السفرة ، وسورة الأعمى. قوله : (عَبَسَ وَتَوَلَّى) الخ ، إنما أتى بضمائر الغيبة ، تلطفا به صلىاللهعليهوسلم واجلالا له ، لما في المشافهة بتاء الخطاب ، ما لا يخفى من الشدة والصعوبة ، وهذا نظير تقديم العفو على العتاب في قوله : (عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ) الخ ، وناهيك بذلك محبة وشرفا ، ومن ذلك قول عائشة : ما أرى ربك إلا يسارع في هواك ، فسيئات المحبوب حسنات ، قال أبو الحسن الشاذلي : واجعل سيئاتنا سيئات من احببت. قوله : (كلح) بالتخفيف من باب خضع ، ووجهه فاعل.
قوله : (أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى) تنازعه كل من عبس وتولى ، أعمل الأول على مذهب الكوفيين ، والثاني على مذهب البصريين ، واضمر في المهمل وحذف. قوله : (عبد الله) أي ابن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بني عامر بن لؤي ، اشتهر بأم أبيه أم مكتوم ، واسمها عاتكة بنت عامر المخزومي ، أسلم قديما بمكة ، وكان ابن خالة خديجة بنت خويلد ، واستخلفه صلىاللهعليهوسلم على المدينة ثلاث عشرة مرة في غزواته ، قتل شهيدا بالقادسية ، قال أنس بن مالك : رأيته يوم القادسية وعليه درع ومعه راية سوداء. قوله : (فقطعه عما هو مشغول به) ما واقعة على القول بدليل قوله : (ممن يرجو إسلامه من أشراف قريش) ففيه اطلاق ما على العاقل ، وهو مذهب سيبيويه. قوله : (الذي هو حريص على إسلامهم) نعت لأشراف قريش ، وكان المناسب التعبير بالذين. قوله : (فناداه) أي وكرر ذلك ، قوله : (مما علمك الله) أي وهو القرآن والإسلام ،