هذه الكلمة (وَالْأُولى) (٢٥) أي قوله قبلها : ما علمت لكم من إله غيري ، وكان بينهما أربعون سنة (إِنَّ فِي ذلِكَ) المذكور (لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى) (٢٦) الله تعالى (أَأَنْتُمْ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه أي منكر والبعث (أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ) أشد خلقا (بَناها) (٢٧) بيان لكيفية خلقها (رَفَعَ سَمْكَها) تفسير لكيفية البناء ، أي جعل سمتها في جهة العلو رفيعا ، وقيل سمكها سقفها (فَسَوَّاها) (٢٨) جعلها مستوية بلا عيب (وَأَغْطَشَ لَيْلَها) أظلمه (وَأَخْرَجَ ضُحاها) (٢٩) أبرز نور شمسها ، وأضيف إليها الليل لأنه ظلها ، والشمس لأنها سراجها (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) (٣٠) بسطها ، وكانت مخلوقة قبل السماء من غير دحو (أَخْرَجَ) حال بإضمار قد ، أي مخرجا (مِنْها ماءَها) (٣١) بتفجير عيونها (وَمَرْعاها) ما ترعاه النعم من الشجر
____________________________________
والجنود ، فلما اجتمعوا قام عدو الله على سريره فقال : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى). قوله : (نَكالَ) منصوب على أنه مصدر لأخذ ، والمعنى : أخذه أخذ نكال ، أو مفعول لأجله ، أي لأجل نكاله. قوله : (أي هذه الكلمة) أي قوله : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى). قوله : (المذكور) أي من التكذيب والعصيان والإدبار والحشر والنداء الواقع من فرعون. قوله : (لِمَنْ يَخْشى) أي لمن كان من شأنه الخشية ، وخصهم بالذكر لأنهم المنتفعون بذلك.
قوله : (أَأَنْتُمْ) استفهام تقريع وتوبيخ لمنكري البعث من أهل مكة. قوله : (بتحقيق الهمزتين) أي مع إدخال ألف وتركه ، فالقراءات خمس سبعيات : التحقيق والتسهيل إما مع الألف أو تركها والإبدال. قوله : (أَمِ السَّماءُ) أي فمن قدر على خلقها مع عظمها يقدر على الإعادة ، وهو عطف على (أَأَنْتُمْ) فالوقف على السماء ، والابتداء بما بعدها. قوله : (أَشَدُّ خَلْقاً) أشار بذلك إلى أن قوله : (أَمِ السَّماءُ) مبتدأ خبره محذوف دل عليه ما قبله. قوله : (رَفَعَ سَمْكَها) أي ثخنها وغلظها ، وهو الارتفاع الذي بين سطح السفلى الأسفل ، وسطحها الأعلى وقدره خمسمائة عام. (أي جعل سمتها) أي مقدار ذهابها في سمت العلو ، فالمراد بالسمت السمك. قوله : (وقيل سمكها سقفها) أي فمعنى رفع سمكها على هذا ، جعلها مرفوعة عن الأرض. قوله : (جعلها مستوية) أي ملساء ، ليس فيها ارتفاع ولا انخفاض. قوله : (اظلمه) أي جعله مظلما بمغيب شمسها. قوله : (أبرز نور شمسها) المراد بنور الشمس النهار ، لوقوعه في مقابلة الليل ، فكنى بالنور عن النهار ، وعبر عن النهار بالضحى لأنه أكمل اجزائه. قوله : (لأنه ظلها) أي لأنه أول ما يظهر عند الغروب من أفق السماء. قوله : (لأنها سراجها) أي الشمس سراج السماء وفيه : أنه يقتضي أن ضوء الشمس يظهر في السماء ، مع أن المقدم خلافه ، وهو أن نورها إنما يظهر في الأرض ، ونور السماوات بنور العرش ، ويجاب : بأنه لا يلزم من كونها موضع سراج لها أن يكون نورها به.
قوله : (وَالْأَرْضَ) منصوب على الاشتغال. قوله : (بَعْدَ ذلِكَ) أي بألفي عام ، وقوله : (دَحاها) يقال : دحا يدحو دحوا ودحيا كدعا ، بسط ومد ، فهو من ذوات الواو والياء. قوله : (وكانت مخلوقة) الخ ، أي فلا معارضة بين ما هنا وآية فصلت ، لأنه ابتدأ خلق الأرض غير مدحوة ، ثم خلق