بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة المرسلات
مكيّة
وآياتها خمسون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) (١) أي الرياح متتابعة ، كعرف الفرس يتلو بعضه بعضا ، ونصبه على الحال (فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً) (٢) الرياح الشديدة (وَالنَّاشِراتِ نَشْراً) (٣) الرياح تنشر المطر (فَالْفارِقاتِ فَرْقاً) (٤) أي آيات القرآن تفرق بين الحق والباطل ، الحلال والحرام (فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً) (٥) أي الملائكة تنزل بالوحي إلى الأنبياء أو الرسل يلقون الوحي إلى
____________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة المرسلات مكية
وهي خمسون آية
وفي نسخة سورة والمرسلات ، وهذه نزلت على النبي صلىاللهعليهوسلم ليلة الجن. قال ابن مسعود : ونحن معه نسير ، حتى أوينا إلى غار منى ، فنزلت ، فبينما نحن نتلقاها منه ، وفاه رطب بها ، إذ وثبت حية ، فوثبنا عليها لنقتلها فذهبت ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «وقيتم شرها ؛ كما وقيت شركم» ، والغار المذكور مشهور في منى يسمى غار المرسلات.
قوله : (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) الخ ، اعلم أن الله تعالى أقسم بصفات خمسة ، موصوفها محذوف ، فقدره بعضهم الرياح في الكل ، وبعضهم قدره الملائكة في الكل ، وبعضهم غاير فجعله تارة الرياح وتارة الملائكة ، وأما ما ذكره المفسر ، فلم يعرج عليه المفسرون وهو حسن ، وحاصل صنيعه : أنه جعل الصفات الثلاث الأول لموصوف واحد وهو الرياح ، والرابعة لموصوف ثان وهو الآيات ، والخامسة لموصوف ثالث وهو الملائكة. قوله : (أي الرياح) أي رياح العذاب ، ليغاير قوله : (وَالنَّاشِراتِ.) قوله : (ونصبه على الحال) أي من الضمير في المرسلات ، والمعنى : حال كونها مشابهة لعرف الفرس ، من حيث تتابعها وتلاحقها ، فالعرف بالضم شعر عنق الفرس ، والمعرفة كمرملة موضع العرف من الفرس.
قوله : (فَالْعاصِفاتِ) من العطف وهو الشدة ، فهو مرتب على قوله : (الْمُرْسَلاتِ) الذي هو ريح العذاب. قوله : (تنشر المطر) أي تفرقه حيث شاء الله تعالى. قوله : (أو الرسل) هذا تفسير ثان