المخلوق لأجلكم (وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (١٥) من القبور للجزاء (أَأَمِنْتُمْ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية ، وإدخال ألف بينها وبين الأخرى وتركه وإبدالها ألفا (مَنْ فِي السَّماءِ) سلطانه وقدرته (أَنْ يَخْسِفَ) بدل من من (بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ) (١٦) تتحرك بكم وترتفع فوقكم (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ) بدل من من (عَلَيْكُمْ حاصِباً) ريحا ترميكم بالحصباء (فَسَتَعْلَمُونَ) عند معاينة العذاب (كَيْفَ نَذِيرِ) (١٧) إنذاري بالعذاب أي أنه حق (وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من الأمم (فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) (١٨) إنكاري عليهم بالتكذيب عند إهلاكهم ، أي أنه حق (أَوَلَمْ يَرَوْا) ينظروا (إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ) في الهواء (صافَّاتٍ) باسطات أجنحتهن (وَيَقْبِضْنَ)
____________________________________
حديد أو ذهب أو رصاص ، لكانت تسخن جدا في الصيف ، وتبرد جدا في الشتاء ، فلا يستطاع المشي عليها. قوله : (فَامْشُوا) أمر اباحة ، قوله : (جوانبها) هذا أحد تفاسير للمناكب ، وقيل المناكب الجبال ، وقيل الأطراف ، وقيل الفجاج.
ـ فائدة ـ حكى قتادة عن أبي الجلد ، أن الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ ، للسودان اثنا عشر ألفا ، وللروم ثمانية آلاف ، وللفرس ثلاثة آلاف ، وللعرب ألف ا ه. والظاهر أن المراد بها الأرض المعمورة ببني آدم ، غير يأجوج ومأجوج ، مما تقدم لنا أن كورة الأرض خمسمائة عام.
قوله : (المخلوق لأجلكم) أي لانتفاعكم به ، فحكمة خلق الأرزاق انتفاعهم بها. قوله : (وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) أي الإخراج من القبور. قوله : (للجزاء) أي على أعمالكم. قوله : (وإدخال ألف بينها) أي بين الهمزة الثانية بقسميها ، وهما التحقيق والتسهيل ، ففي كلامه التنبيه على خمس قراءات سبعيات ، اثنتان في التحقيق ، ومثلها في التسهيل ، والخامسة الإبدال. قوله : (مَنْ فِي السَّماءِ) (سلطانه) أشار بذلك لجواب ورد على ظاهر الآية. وحاصله : أن الآية توهم أن الله تعالى في مكان وهو السماء. فأجاب رضي الله عنه : بأن الكلام على حذف مضاف للضمير المستكن في الظرف. والأصل من ثبت واستقر في السماء هو أي سلطانه وقدرته أي محل سلطانه وهو العالم العلوي ، وخصه بالذكر وإن كان سلطانه في العالم السفلي أيضا ، لأنه أعجب وأغرب ، فالتخويف به أشد. قوله : (أَنْ يَخْسِفَ) الخ ، أي بعد أن جعلها ذلولا ، تمشون فيها وتأكلون من رزقه. قوله : (بدل من من) أي بدل اشتمال. قوله : (تتحرك بكم) أي فيقال مار تحرك وجاء وذهب.
قوله : (أَمْ أَمِنْتُمْ) اضراب وانتقال من تهديد إلى آخر. قوله : (مَنْ فِي السَّماءِ) أي سلطانه وقدرته. قوله : (بدل من من) أي بدل اشتمال أيضا. قوله : (ريحا ترميكم) الخ ، هذا أحد تفاسير للحاصب ، وقيل هو الحجارة من السماء ، وقيل سحاب فيها حجارة. قوله : (عند معاينة العذاب) أي في الآخرة أو عند خروج أرواحهم. قوله : (أي إنه حق) أي الإنذار واقع ونافذ مقتضاه. قوله : (وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) هذا تسلية له صلىاللهعليهوسلم ، أي لا تحزن على تكذيبهم لك ، فقد سبقهم غيرهم بالتكذيب لأنبيائهم. قوله : (عند إهلاكهم) أي موتهم أو تعذيبهم في الآخرة.
قوله : (أَوَلَمْ يَرَوْا) الهمزة داخلة على محذوف ، والواو عاطفة عليه. والمعنى : أغفلوا ولم يروا.