بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الملك
مكيّة
وآياتها ثلاثون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تَبارَكَ) تنزه عن صفات المحدثين (الَّذِي بِيَدِهِ) في تصرفه (الْمُلْكُ) السلطان والقدرة (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١) (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ) في الدنيا
____________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الملك مكية
وهي ثلاثون آية
وتسمى أيضا الواقية والمنجية والمانعة ، لأنها تقي صاحبها وتنجيه من عذاب القبر والقيامة ، وتسمى أيضا المجادلة ، لأنها تجادل عن صاحبها في القبر ، وورد في فضلها أحاديث كثيرة منها قوله صلىاللهعليهوسلم : «إن سورة من كتاب الله ، ما هي إلا ثلاثون آية ، شفعت لرجل يوم القيامة ، فأخرجته من النار وأدخلته الجنة ، وهي سورة تبارك». ومنها «إذا وضع الميت في قبره ، يؤتى من قبل رجليه فتقول رجلاه : ليس لكم عليه سبيل ، لأنه كان يقوم بسورة الملك ، ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول لسانه : ليس لكم عليه سبيل ، لأنه كان يقرأ بي سورة الملك ، ثم قال : هي المانعة من عذاب الله ، وهي في التوراة سورة الملك ، من قرأ بها في ليلة فقد أكثر وأطنب» أي من الخير. ومنها «وددت أن تبارك الملك في قلب كل مؤمن». قوله : (تنزه عن صفات المحدثين) أي تعاظم بجلاله وجماله عن أوصاف المخلوقات أزلا وأبدا. قوله : (السلطان) أي الاستيلاء والتمكن التام من سائر الموجودات فيتصرف فيها كيف شاء ، والأوضح للمفسر أن يفسر اليد بالقدرة ، والملك بالمملوكات ، وإلا فإبقاء كلامه على ظاهره فيه ركة لا تخفى ، إذ يصير المعنى : تبارك الذي بتصرفه التصرف ، ولا معنى له. قوله : (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) تذييل لما قبله ، قصد به إفادة أن قدرته تعالى ليست قاصرة على تغيير الأحوال ، بل عامة التعلق بها ، إيجاد الأعيان المتصرف فيها ، وتغييرها من حال إلى حال.
قوله : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ) الخ ، شروع في تفاصيل بعض آثار القدرة ، واعلم أنه اختلف في الموت والحياة ، فحكي عن ابن عباس والكلبي ومقاتل ، أن الموت والحياة جسمان ، فالموت في هيئة كبش أملح لا يمر بشيء ولا يجد ريحه إلا مات ، وخلق الحياة على صورة فارس أنثى بلقاء ، وهي التي كان