بسم الله الرحمن الرحيم
سورة التّحريم
مدنيّة
وآياتها اثنتا عشرة
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ) من أمتك مارية القبطية ، لما واقعها في بيت حفصة وكانت غائبة ، فجاءت وشق عليها كون ذلك في بيتها وعلى
____________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة التحريم مدنية
وهي اثنتا عشرة آية
وتسمى سورة النبي صلىاللهعليهوسلم. قوله : (مدنية) أي كما هو قول الجميع. قوله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ) الخ ، هذا الخطاب مشعر بأنه صلىاللهعليهوسلم على غاية من التفخيم والتعظيم ، حيث عاتبه على إتعاب نفسه والتضييق عليها ، من أجل مرضاة أزواجه ، كأن الله تعالى يقول له : لا تتعب نفسك في مرضاة أزواجك ، بل أرح نفسك ولا تتعبها ، وأزواجك يسعون في مرضاتك فإن سعين في مرضاتك سعدن ، وإلا فلا. قوله : (من أمتك مارية القبطية) هذا قول أكثر المفسرين. ومحصله : أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يقسم بين نسائه ، فلما كان يوم حفصة ، استأذنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في زيارة أبويها فأذن لها ، فلما خرجت ، ارسل إلى جاريته مارية القبطية ، التي أهداها له المقوقس ملك مصر ، فأدخلها بيت حفصة فوقع عليها ، فلما رجعت حفصة وجدت الباب مغلقا ، فجلست عند الباب ، فخرج النبي ووجهه يقطر عرقا وحفصة تبكي ، فقال لها : ما يبكيك؟ فقالت : إنما أذنت لي من أجل ذلك ، أدخلت أمتك بيتي ، ثم وقعت عليها في يومي على فراشي ، أما رأيت لي حرمة وحقا؟ فقال : أليست هي جاريتي قد أحلها الله لي؟ وهي عليّ حرام ألتمس بذلك رضاك ، ولا تخبري بهذا امرأة منهن ، فلما خرجت قرعت حفصة الجدار الذي بينها وبين عائشة فقالت : ألا أبشرك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد حرم عليه أمته مارية ، وإن الله قد أراحنا منها ، وأخبرتها بما رأت ، وكانتا متصافيتين متظاهرتين على سائر ازواج النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقيل : إن الذي حرمه على نفسه هو شرب العسل ، وهو ما في الصحيحين ، لما روي عن عائشة أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يحب الحلواء والعسل ، وكان إذا صلى العصر ، دار على نسائه ، فيدنو من كل واحدة منهن ، فدخل على حفصة بنت عمر ، فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس ، فسألت عن ذلك فقيل لي : أهدت إليها امرأة من قومها عكة عسل ، فسقت رسول الله صلىاللهعليهوسلم منه شربة ،