الْكِتابَ) القرآن (وَالْحِكْمَةَ) ما فيه من الأحكام (وَإِنْ) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي وإنهم (كانُوا مِنْ قَبْلُ) قبل مجيئه (لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٢) بيّن (وَآخَرِينَ) عطف على (الْأُمِّيِّينَ) أي الموجودين (مِنْهُمْ) والآتين منهم بعدهم (لَمَّا) لم (يَلْحَقُوا بِهِمْ) في السابقة والفضل (وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ) (٣) في ملكه وصنعه وهم التابعون ، والاقتصار عليهم كاف في بيان فضل الصحابة
المبعوث فيهم النبي صلىاللهعليهوسلم على من عداهم ممن بعث إليهم وآمنوا به من جميع الإنس
والجن إلى يوم القيامة ، لأن كل قرن خير ممن يليه (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ
يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) النبي ومن ذكر معه (وَاللهُ ذُو
الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (٤) (مَثَلُ الَّذِينَ
حُمِّلُوا التَّوْراةَ) كلفوا العمل بها (ثُمَّ لَمْ
يَحْمِلُوها) لم يعملوا بما فيها من نعته صلىاللهعليهوسلم ، فلم يؤمنوا به (كَمَثَلِ الْحِمارِ
يَحْمِلُ أَسْفاراً) أي كتبا في عدم انتفاعه
____________________________________
عنهم الشبه وفساد العقيدة حتى يصيروا
أزكياء. قوله : (مخففة من الثقيلة) أي بدليل وقوع اللام في خبرها. قوله : (عطف على
الأميين) أي فهو مجرور ، والمعنى : بعث إلى المؤمنين الموجودين ، إلى الآتين منهم
بعدهم ، فليست رسالته خاصة بمن كان موجودا في زمنه ، بل هي عامة لهم ولغيرهم إلى
يوم القيامة ، وما تقدم في الأميين من قوله : ()
الخ ، يجري في قوله : ()
لكن التلاوة والتعليم والتزكية بنفسه لمن كان في زمنه ، وبالواسطة لمن يأتي بعدهم
إلى يوم القيامة. قوله : (أي الموجودين منهم) تفسير للأميين المعطوف عليه ، وقوله
: (والآتين) تفسير لآخرين ، وفي نسخة وآتين وهي مشاكلة لآخرين في عدم التعريف.
قوله : ()
أي في السبق إلى الإسلام والشرف ، وهذا النافي مستمر دائما ، لأن الصحابة لا
يلحقهم ولا يساويهم في فضلهم أحد ممن بعدهم ، ولذا فسر لما بلم ، وذلك لأن منفي (لم)
أعم من كونه متوقع الحصول أو لا ، بخلاف ()
فمنفيها متوقع الحصول وليس مرادا. قوله : (والاقتصار عليهم) أي على التابعين في تفسير الآخرين ،
وهو جواب عما يقال : ما حكمة الاقتصار على التابعين الذين هم أفضل ممن بعدهم ، لزم
منهم تفضيلهم على جميع الناس إلى يوم القيامة ، لأن كل قرن خير مما يليه قوله : (ممن
بعث إليهم) بيان لقوله : (من عداهم) وقوله : (من جميع) الخ ، بيان لقوله : (ممن
بعث إليهم). قوله : (لأن كل قرن) تعليل لقوله : (كاف).
قوله : ()
أي ما ذكر من تفضيل الرسول وقومه. قوله : (النبي) تفسير لمن يشاء ، وقوله : (ومن
ذكر معه) هم الأميون والآخرون.
قوله : ()
هذه قراءة العامة ، وقرىء شذوذا ()
مخففا مبنيا للفاعل. قوله : (كلفوا بها) أي القيام بها ، فليس هو من الحمل على
الظهر ، بل هو من الحمالة وهي الكفالة. قوله : ()
خص بالذكر لكونه أبلد الحيوانات. قوله : ()
بفتح الياء وكسر الميم مخففة ، وهي قراءة العامة ، وقرىء شذوذا ()
بضم الياء وفتح الميم مشددة ، والجملة إما حال أو صفة ، لأن القاعدة أن الجمل بعد
ما يحتمل التعريف والتنكير ، تكون محتملة للوصفية والحالية ، فالحالية نظرا لصورة
التعريف ، والوصفية نظرا لجريان الحمار مجرى النكرة ، لأن المراد به الجنس : قوله.
(أي كتبا) أي كبارا جمع سفر وهو الكتاب الكبير. قوله : (في عدم انتفاعه بها) بيان
لوجه الشبه. قوله : (مثل