بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الجمعة
مدنيّة
وآياتها إحدى عشرة
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يُسَبِّحُ لِلَّهِ) ينزهه ، فاللام زائدة (ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) في ذكر ما تغليب للأكثر (الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ) المنزه عما لا يليق به (الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (١) في ملكه وصنعه (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ) العرب ، والأميّ من لا يكتب ولا يقرأ كتابا (رَسُولاً مِنْهُمْ) هو محمد صلىاللهعليهوسلم (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ) القرآن (وَيُزَكِّيهِمْ) يطهرهم من الشرك (وَيُعَلِّمُهُمُ
____________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الجمعة مدنية
وهي إحدى عشرة آية
أي بالاجماع ، وقوله : (إحدى عشرة آية) أي بلا خلاف. قوله : (فاللام زائدة) أو للتعليل ، والمعنى : يسبح ما في السماوات وما في الأرض لأجل وجهه تعالى ، لا يقصدون غرضا من الأغراض ، ففيه إشارة إلى أنه ينبغي للمكلفين أن يكونوا كذلك ، وقد تقدم نظيره. قوله : (الْمَلِكِ) أي المتصرف في خلقه ، بالايجاد والاعدام وغيرهما. قوله : (المنزه عما لا يليق به) أي من صفات الحوادث ، وذكر (الْقُدُّوسِ) عقبه ، دفعا لما يتوهم أنه يطرأ عليه نقص كالملوك. قوله : (فِي الْأُمِّيِّينَ) أي اليها ، وكذا قوله : (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ) فهو على حد قوله : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) والحكمة في اقتصاره على الأميين ، مع أنه رسول إلى كافة الخلق ، تشريف العرب حيث أضيف اليهم. قوله : (رَسُولاً مِنْهُمْ) أي من جملتهم ومن نسبتهم ، فما من حي من العرب ، إلا وله فيهم قرابة ، ولهم عليه ولادة ، إلا بني تغلب ، فإن الله طهره منهم لنصرانيتهم كما قاله ابن اسحاق ، والحكمة في كونه صلىاللهعليهوسلم أميا مثلهم ، لكونه في كتب الأنبياء منعوتا بذلك ، وأيضا لدفع توهم الاستعانة بالكتابة ، على ما أتي به من الوحي ، ليكون حاله مماثلة لحال أمته الذين بعث فيهم ، فيكون أقرب إلى صدقه ، وأبعد من التهم ، لكن وصف الأمية كمال في حقه ، نقص في حق غيره.
قوله : (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ) حال من قوله : (رَسُولاً.) قوله : (يطهرهم من الشرك) أي يزيل