بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الممتحنة
مدنيّة
وآياتها ثلاث عشرة
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ) أي كفار مكة (أَوْلِياءَ تُلْقُونَ) توصلون (إِلَيْهِمْ) قصد النبي صلىاللهعليهوسلم غزوهم الذي أسره إليكم وورى بحنين (بِالْمَوَدَّةِ) بينكم وبينهم ، كتب حاطب بن أبي بلتعة إليهم كتابا بذلك لما له عندهم من الأولاد
____________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الممتحنة مدنية
وهي ثلاث عشرة آية
بكسر الحاء وفتحها ، لأنه نزل فيها أمر المؤمنين ، بامتحان المرأة التي هاجرت ، فالكسر من حيث أمر المؤمنين بالامتحان ، والفتح من حيث المرأة ، وهي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ، امرأة عبد الرحمن بن عوف ، والدة ابراهيم بن عبد الرحمن. قوله : (مدنية) أي بإجماع. قوله : (عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ) أضاف العدو لنفسه تعالى تشريفا للمؤمنين ، أي أن عدوكم بمنزلة عدوي أنتقم منه ، وإلا فالعدو بمعنى الموصل للضر ، والضر على الله محال ، كما أن الحبيب الموصل للنفع ، وهو على الله محال. قوله : (أي كفار مكة) تفسير للعدو ، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فحكم الآية باق مع سائر الكفار إلى يوم القيامة.
قوله : (تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ) هذه الجملة إما مفسرة لموالاتهم إياهم ، أو استئنافية ، فلا محل لها من الإعراب على هذين ، أو حال من فاعل تتخذوا أو صفة لأولياء. قوله : (قصد النبي) الخ ، أشار بذلك إلى أن مفعول (تُلْقُونَ) محذوف ، والباء في قوله : (بِالْمَوَدَّةِ) سببية. قوله : (وورّى بحنين) أي بغزوة حنين ، والمعنى : أظهر لعامة الناس أن يريد غزوة حنين على عادته ، من أنه كان إذا خرج لغزوة يوري بغيرها ، كأن يسأل عن طريق غيرها سترا عن المنافقين ، لئلا يرسلوا إلى الكفار فينتبهوا فيفوت تدبير الحرب ، والتورية مأخوذة من وراء الإنسان ، كأنه يجعل ما أراده خلفه ووراءه ، وفي بعض النسخ : وورى بخيبر وهو تحريف ، لأن غزوة خيبر كانت في المحرم سنة سبع ، وفتح مكة كان في رمضان من السنة