(حُورٌ) نساء شديدات سواد العيون وبياضها (عِينٌ) (٢٢) ضخام العيون كسرت عينه بدل ضمها لمجانسة الياء ، ومفردة عيناء كحمراء ، وفي قراءة بجر حور عين (كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) (٢٣) المصون (جَزاءً) مفعول له أو مصدر ، والعامل مقدّر ، أي جعلنا لهم ما ذكر للجزاء ، أو جزيناهم (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٢٤) (لا يَسْمَعُونَ فِيها) في الجنة (لَغْواً) فاحشا من الكلام (وَلا تَأْثِيماً) (٢٥) ما يؤثم (إِلَّا) لكن (قِيلاً) قولا (سَلاماً سَلاماً) (٢٦) بدل من قيلا فإنهم يسمعونه (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) (٢٧) (فِي سِدْرٍ) شجر النبق (مَخْضُودٍ) (٢٨) لا شوك فيه
____________________________________
الله ، فيقول أحدها : يا ولي الله رعيت في مروج تحت العرش ، وشربت من عيون التسنيم ، فكل مني ، فلا يزلن يفتخرن بين يديه ، حتى يخطر على قلبه أكل أحدها ، فيخر بين يديه على ألوان مختلفة ، فيأكل منها ما أراد ، فإذا شبع ، تجمع عظام الطير فطار يرعى في الجنة حيث شاء ، فقال عمر : يا رسول الله إنها لناعمة؟ قال : آكلها أنعم منها. وقال ابن عباس رضي الله عنه : يخطر على قلبه لحم الطير ، فيصير بين يديه على ما يشتهي ، أو يقع على الصحفة فيأكل منها ما يشتهي ثم يطير.
قوله : (وَحُورٌ عِينٌ) مبتدأ خبره محذوف قدره بقوله : (لهم). قوله : (شديدات سواد العيون) هذا من جملة تفسير العين ، فلو أخره بعده لكان أوضح ، فالعين شديدات سواد العيون مع سعتها ، وأما الحور فقيل : هو بياض أجسادهن ، وقيل : هو شدة بياض العين في شدة سوادها. قوله : (بدل ضمها) أي الذي هو حقها ، لأن أصلها عين بضم العين وسكون الياء ، كسرت العين لتصح الياء. قوله : (وفي قراءة بجر حور عين) أي وهي سبعية أيضا ، عطف على (جَنَّاتِ النَّعِيمِ) كأنه قيل : هم في جنات النعيم ، وفاكهة ولحم وحور عين.
قوله : (كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) أي المستور في الصدف ، لم تمسه الأيدي ولا الشمس والهواء ، روي أنه يسطع نور في الجنة فيقولون : ما هذا؟ فيقال : ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها ، وروي أن الحوراء إذا مشت ، يسمع تقديس الخلاخيل من ساقها ، وتمجيد الأسورة من ساعديها ، وعقد الياقوت في نحرها ، وفي رجليها نعلان من ذهب ، شراكهما من لؤلؤ يصيحان بالتسبيح. قوله : (بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) الباء سببية ؛ وما مصدرية أو موصولة. قوله : (لكن) (قِيلاً) أشار بذلك إلى أن الاستثناء منقطع ، وذلك لأن السّلام ليس من جنس اللغو والتأثيم. قوله : (بدل من قيلا) أي أو نعت له أو منصوب بقيلا ، أي إلا أن يقولوا سلاما سلاما. قوله : (فإنهم يسمعونه) أي من الله والملائكة ، وبعضهم بعضا.
قوله : (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ) شروع في تفصيل ما أجمل من أوصافهم إثر تفصيل أوصاف السابقين (فِي سِدْرٍ) خبر ثان عن قوله : (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ.) قوله : (مَخْضُودٍ) من خضد الشجر قطع شوكه ، من باب ضرب ، روي أن أعرابيا أقبل يوما فقال : يا رسول الله ، لقد ذكر الله في القرآن شجرة مؤذية ، وما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : وما هي؟ قال : السدر فإن له شوكا مؤذيا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أو ليس يقول : (فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ)؟ خضد الله شوكه ، فجعل مكان كل شوكة ثمرة ، فإنها تنبت ثمرا على اثنين وسبعين لونا من الطعام ، ما فيها لون يشبه الآخر ، وليس