(وَطَلْحٍ) شجر الموز (مَنْضُودٍ) (٢٩) بالحمل من أسفله إلى أعلاه (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) (٣٠) دائم (وَماءٍ مَسْكُوبٍ) (٣١) جار دائما (وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ) (٣٢) (لا مَقْطُوعَةٍ) في زمن (وَلا مَمْنُوعَةٍ) (٣٣) بثمن (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ) (٣٤) على السرر (إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً) (٣٥) أي الحور العين من غير ولادة (فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً) (٣٦) عذارى ، كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن عذارى ولا وجع (عُرُباً) بضم الراء وسكونها جمع عروب وهي المحببة إلى زوجها عشقا له (أَتْراباً) (٣٧) جمع ترب أي مستويات في السن (لِأَصْحابِ الْيَمِينِ) (٣٨) صلة أنشأناهن أو جعلناهن وهم (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ) (٣٩) (وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) (٤٠) (وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ) (٤١) (فِي سَمُومٍ) ريح حارّة من النار تنفذ في
____________________________________
ثمر الجنة في غلاف كثمر الدنيا ، بل كله مأكول ومشروب ومشموم ومنظور إليه. قوله : (دائم) أي لا تنسخه الشمس. قوله : (جار دائما) أي على وجه الأرض ليس في حفر. قوله : (وَلا مَمْنُوعَةٍ) (بثمن) الأولى أن يقول بشيء ، ليشمل الحائط والباب والشوك ونحو ذلك ، والمعنى : لا تمنع عن متناولها بوجه من الوجوه ، بل إذا اشتهاها العبد ، دنت منه حتى يأخذها بلا تعب.
قوله : (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ) (على السرر) وقيل مرفوعة بعضها فوق بعض لما ورد : أن ارتفاعها كما بين السماء والأرض ، ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام. قوله : (أي الحور العين من غير ولادة) أشار بذلك إلى أن الضمير في (أَنْشَأْناهُنَ) عائد على الحور العين المفهومان مما سبق ، وهذا أحد قولين ، وقيل هو عائد على نساء الدنيا ، ومعنى (أَنْشَأْناهُنَ) أعدنا إنشاءهن ، ويؤيده ما ورد أن أم سلمة سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن قوله تعالى : (إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً) فقال : يا أم سلمة هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز شمطا رمصا ، جعلهن الله بعد الكبر أترابا على ميلاد واحد في الاستواء ، كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكارا ، فلما سمعت عائشة رسول الله يقول ذلك قالت : واوجعاه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ليس هناك وجع ، ويصح عود الضمير على ما هو أعم من الحور العين ونساء الدنيا ، وهو الأنسب بالأدلة. قوله : (بضم الراء وسكونها) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله : (أي مستويات في السن) أي وهو ثلاث وثلاثون سنة لما في الحديث : «يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا مكحولين أبناء ثلاثين أو قال ثلاث وثلاثين ، على خلق آدم عليهالسلام ، ستون ذراعا في سبعة أذرع». وروي أيضا أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «من دخل الجنة من صغير أو كبير يرد إلى ثلاثين سنة في الجنة ، لا يزاد عليها أبدا ، وكذلك أهل النار». قوله : (صلة أنشأناهن) أي متعلقة به ، والمعنى أنشأناهن لأجل أصحاب اليمين ، ويصح تعلقها بأترابا ، والمعنى جعلناهن أترابا ، أي مساويات لأصحاب اليمين في الطول والعرض والجمال ، فلا تتخير امرأة عن رجل في الجنة.
قوله : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ) خبر لمحذوف قدره بقوله : (وهم) واختلف في المراد بالأولين والآخرين ، فقيل : أوائل هذه الأمة كالصحابة والتابعين وتابعي التابعين ، وأواخرهم من يأتي بعدهم إلى يوم القيامة ، وقيل : المراد بالأولين الأمم السابقة ، وبالآخرين هذه الأمة ، فالخلاف هنا نظير ما تقدم ، وقال فيما سبق (وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) وقال هنا (وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) لأن ما تقدم في ذكر السابقين ، وهم في الآخرة قليل ، وهنا في أصحاب اليمين ، وهم كثيرون في الأولين والآخرين.