عَنْكُمُ الرِّجْسَ) الإثم يا (أَهْلَ الْبَيْتِ) أي نساء النبي صلىاللهعليهوسلم (وَيُطَهِّرَكُمْ) منه (تَطْهِيراً) (٣٣) (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ) القرآن (وَالْحِكْمَةِ) السنة (إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً) بأوليائه (خَبِيراً) (٣٤) بجميع خلقه (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ) المطيعات (وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ) في الإيمان (وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ) على الطاعات (وَالْخاشِعِينَ) المتواضعين (وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ) عن الحرام (وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً) للمعاصي (وَأَجْراً عَظِيماً) (٣٥) على الطاعات (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى
____________________________________
قوله : (الرِّجْسَ) أي الذنب المدنس لعرضكن. قوله : (أَهْلَ الْبَيْتِ) منصوب على أنه منادى ، وحرف النداء محذوف قدره المفسر. قوله : (أي نساء النبي) قصره عليهن لمراعاة السياق ، وإلا فقد قيل : الآية عامة في أهل بيت سكنه وهن أزواجه ، وأهل بيت نسبه وهن ذريته. قوله : (وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) أكده اشارة إلى الزيادة في التطهير بسبب التكاليف ، فالعبادة والتقوى سبب للطهارة ، وهي الخلوص من دنس المعاصي ، فمن ادعى الطهارة مع ارتكابه المعاصي ، فهو ضال كذاب. قوله : (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَ) أي لتذكرن به أنفسكن أو غيركن ، وفيه تذكير لهن بهذه النعمة العظيمة ، حيث جعلن من أهل بيت النبوة ، وشاهدن نزول الوحي ، وكل ذلك موجب للزوم التقوى. قوله : (مِنْ آياتِ اللهِ) بيان لما. قوله : (لَطِيفاً) أي عالما بخفيات الأمور. قوله : (خَبِيراً) أي مطلعا على كل شيء.
قوله : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ) إلخ ، سبب نزولها : أن أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم جلسن يتذاكرن فيما بينهن ويقلن : إن الله ذكر الرجال في القرآن ، ولم يذكر النساء بخير ، فما فينا خير نذكر به ، إنا نخاف أن لا تقبل منا طاعة ، فسألت أم سلمة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكانت كثيرة السؤال له فقالت : يا رسول الله ، ما بال ربنا يذكر الرجال في كتابه ولا يذكر النساء؟ فنخشى أن لا يكون فيهن خير ، فنزلت جبرا لخاطرهن. قوله : (وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) إنما عطف وصفهم بالإيمان على وصفهم بالإسلام ، وإن كانا متحدين شرعا ، نظرا إلى أنهما مختلفان مفهوما ، إذ الإسلام التلفظ بالشهادتين ، بشرط تصديق القلب بما جاء به النبي صلىاللهعليهوسلم ، والإيمان الإذعان القلبي بشرط النطق باللسان ، ويكفي في العطف أدنى تغاير.
قوله : (وَالْحافِظاتِ) حذف المفعول لدلالة ما قبله عليه والتقدير والحافظات فروجهن. قوله : (وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً) أي بأي ذكر كان ، من تسبيح أو تهليل أو تحميد أو صلاة على النبي صلىاللهعليهوسلم ، والكثرة مختلفة باختلاف الأشخاص ، فالكثرة في حق العامة أقلها ثلاثمائة ، وفي حق المريدين اثنا عشر ألفا ، وفي حق العارفين عدم خطور الغير على قلوبهم ، ومنه قول العارف ابن الفارض :
ولو خطرت لي في سواك إرادة |
|
على خاطري يوما حكمت بردتي |
قوله : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ) أي لا ينبغي ولا يصلح ولا يليق ، وهذا اللفظ يستعمل تارة في الحظر والمنع كما هنا ، وتارة في الامتناع عقلا كما في قوله تعالى : (ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها) وتارة