الشك شاك ثبوتاً ، بل هو من أوضح مصاديق الشاك ، ولكنّه لا يحكم عليه بآثار الشك كما هو محقق في محله.
ويدلّ على ذلك أنّه سبحانه لا يغفر الشرك ، قال الله سبحانه : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً). (١)
هذا من جانب ومن جانب آخر إنّ الله سبحانه يعد المستضعفين بالعفو والمغفرة مع أنّ بعضهم مشركون ويقول : (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً* فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكانَ اللهُ عَفُوًّا غَفُوراً)(٢) ، فقد استثنى سبحانه المستضعفين الذين ليس لهم قدرة الخروج ولا عرفان الطريق فما آيسهم سبحانه من عفوه ، ويظهر من غير واحد من الروايات انّهم غير محكومين لا بالكفر ولا بالإيمان.
روى العياشي عن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أتزوّج المرجئة أو الحرورية أو القدرية؟ قال : «لا ، عليك بالبله من النساء» قال زرارة : فقلت : ما هو إلّا مؤمنة أو كافرة ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «فأين أهل استثناء الله. قول الله أصدق من قولك : (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ ...)». (٣)
روى حمران بن أعين في تفسير قوله سبحانه : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(٤) ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال :
__________________
(١). النساء : ٤٨.
(٢). النساء : ٩٨ ـ ٩٩.
(٣). تفسير العياشي : ١ / ٤٣٣ برقم ١٠٩١ ؛ عنه البحار : ٦٩ / ١٦٤ ، باب المستضعفين ، الحديث ٢٤ ؛ وفي الباب روايات بهذا المضمون.
(٤). التوبة : ١٠٦.