الأرض إلى أهل السماء؟ قال : إي ورب الكعبة! قال : فما حملك على أن قاتلتني وأبي يوم صفين؟ فو الله لأبي كان خيرا مني. قال : أجل ، ولكن عمرو شكاني إلى رسول الله (ص). فقال : يا رسول الله ، إن عبد الله يقوم الليل ويصوم النهار ، فقال لي رسول الله (ص) : يا عبد الله ، صلّ ونم وصم وأفطر ، وأطع عمرا. قال : فلما كان يوم صفين أقسم عليّ فخرجت ، أما والله ما اخترطت سيفا ، ولا طعنت برمح ، ولا رميت بسهم. قال : فكانه» وقال :
وتوفي عبد الله سنة ثلاث وستين ، وقيل : سنة خمس وستين بمصر. وقيل : سنة سبع وستين بمكة. وقيل : توفي سنة خمس وخمسين بالطائف. وقيل : سنة ثمان وستين. وقيل : سنة ثلاث وسبعين. وكان عمره اثنتين وسبعين سنة.
وقيل : اثنتان وتسعون سنة (١).
٩ ـ أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري بترجمته من أسد الغابة ما موجزه :
ركب من اليمن مع جماعة من قومه في سفينة للهجرة إلى المدينة فألقتهم الريح إلى الحبشة فوافقوا خروج جعفر بن أبي طالب وأصحابه منها وقدمت السفينتان معا ، سفينة جعفر وسفينة الأشعريين على النبي (ص) حين فتح خيبر.
وفي ترجمته بمختصر تاريخ ابن عساكر فأطعمهم النبي (ص) طعمة يقال لها : طعمة الأشعريين.
واتفقت الروايات في تراجمه انّه كان حسن الصوت بالقرآن فكان يستقرئه الخليفة وغيره ، وعينه الخليفة عمر سنة سبع عشرة واليا ومقرئا لأهل البصرة فقال لهم :
إنّ أمير المؤمنين عمر بعثني إليكم أعلمكم كتاب ربكم عزوجل ، وسنّة
__________________
(١) أسد الغابة ٣ / ٣٥١.