فيطلب فداء ولده ، فأنزل الله تعالى :
(وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(١) (النور / ٣٣).
***
شظف العيش في الجاهلية :
إنّ الكثرة الكاثرة من العرب في الجاهلية كانوا يعيشون في فقر مدقع ، يأكلون القد والعلهز والفصيد والهبيد من فرط الجوع ، ويشربون الطرق وأحيانا الفظ من العطش.
قالت فاطمة ابنة رسول الله (ص) في خطبتها للمهاجرين والأنصار : «وكنتم .. تشربون الطرق وتقتاتون القد» (٢)
أوب ـ القد والطرق :
قال ابن الأثير : الطرق : الماء الذي خاضته الإبل وبالت فيه وبعرت.
وقال في مادة القدّ :
ومنه حديث عمر : كانوا يأكلون القدّ يريد جلد السخلة في الجدب.
قال المؤلف : يقصد الجلد غير المدبوغ.
ج ـ العلهز :
قال ابن الأثير وابن منظور في مادة العلهز :
في دعائه (ع) على مضر : «اللهم اجعل عليهم سنين كسني يوسف».
فابتلوا بالجوع حتى أكلوا العلهز ، هو شيء يتخذونه في سنين المجاعة
__________________
(١) تفسير الآية بتفسير الطبري ط. بيروت سنة ١٣٩٢ ه ١٨ / ١٠٣ ـ ١٠٤ ، والدر المنثور ٥ / ٤٦ ـ ٤٧.
(٢) شرح النهج ١٦ / ٢٥٠.