وعن أبي سعيد قال :
لما توفي رسول الله (ص) قام خطباء الأنصار ، فجعل بعضهم يقول : يا معشر المهاجرين إن رسول الله (ص) كان إذا بعث رجلا منكم قرنه برجل منا ، فنحن نرى أن يلي هذا الأمر رجلان : رجل منكم ، ورجل منا ، فقام زيد بن ثابت فقال : إنّ رسول الله (ص) كان من المهاجرين ، وكنا أنصار رسول الله (ص) ، وإنما يكون الإمام من المهاجرين ، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله (ص). فقال أبو بكر : جزاكم الله خيرا من حيّ يا معشر الأنصار ، وثبّت قائلكم ، والله لو قلتم غير هذا ما صالحناكم.
وفيه وفي صحيح البخاري باب جمع القرآن من كتاب فضائل القرآن :
(إنّ زيد بن ثابت (رض) قال : أرسل إلي أبو بكر بعد مقتل أهل اليمامة) (قال زيد : قال أبو بكر : إنّك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله (ص) فتتبّع القرآن فاجمعه).
فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر.
(فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثمّ نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت و... فنسخوها في المصاحف) (وأرسل إلى كل أفق بمصحف ممّا نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق) (١).
وفي مختصر تاريخ ابن عساكر :
كان عمر يستخلف زيد بن ثابت في كل سفر ـ أو كل سفر يسافره ـ وكان يفرّق الناس في البلدان ، ويوجهه في الأمور المهمة ، ويطلب إليه الرجال المسمون ، فيقال له : زيد بن ثابت. فيقول : لم يسقط علي مكان زيد ، ولكن أهل
__________________
(١) صحيح البخاري ٣ / ١٥٠ ـ ١٥١.