له :
كم جزءا تقرأ القرآن في ليلة؟ فغضب وقال : لعلك من الذين يقرأ أحدهم القرآن في ليلة ثم يصبح فيقول : قد قرأت القرآن في هذه الليلة؟ فو الذي نفس تميم بيده لأن أصلي ثلاث ركعات نافلة أحب إليّ من أن أقرأ القرآن في ليلة ثم أصبح فأقول : قرأت القرآن الليلة. قال : فلما أغضبني قلت : والله إنكم معاشر صحابة رسول الله (ص) ـ من بقي منكم ـ لجديرون أن تسكتوا فلا تعلّموا وأن تعنّفوا من سألكم! فلما رآني قد غضبت لان وقال : ألا أحدثك يا ابن أخي؟ قلت : بلى ، والله ما جئتك إلّا لتحدثني ؛ قال : أرأيت إن كنت أنا مؤمنا قويا ، وأنت مؤمن ضعيف. فتحمل قولي على ضعفك فلا تستطيع ، فتنبت ، أو رأيت إن كنت مؤمنا قويا وأنا مؤمن ضعيف أتيتك ببساطي حتى أحمل قوتك على ضعفي فلا أستطيع فأنبت؟ ولكن خذ من نفسك لدينك أو من دينك لنفسك حتى يستقيم بك الأمر على عبادة تطيقها.
٤ ـ زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري الخزرجي النّجّاري بترجمته من مختصر تاريخ دمشق لابن منظور وطبقات ابن سعد ما موجزه :
قال زيد : قدم النبي المدينة وأنا ابن احدى عشرة سنة وقرأت عليه سبع عشرة سورة فأعجبه ذلك فقال : يا زيد تعلّم لي كتاب يهود فتعلّمته وكنت أكتب له إذا كتب إليهم وإذا كتبوا إليه أقرأه.
وفي مختصر تاريخ دمشق :
قال : وكانت راية بني مالك بن النجار في تبوك مع عمارة بن حزم ، فأدركه رسول الله (ص) فأخذها منه ، فدفعها إلى زيد بن ثابت ، فقال عمارة : يا رسول الله ، بلغك عني شيء؟ قال : لا ولكن القرآن يقدّم ، وكان زيد أكثر أخذا منك للقرآن.
وفي حديث آخر بمعناه : والقرآن يقدم وإن كان عبدا أسود مجدعا.