من جبرائيل وهو رطب.
وفي طبقات ابن سعد عن أبيّ أنّه كان يختم القرآن في ثماني ليالي وكان تميم الداري يختمه في سبع.
وفي تاريخ ابن عساكر خطب عمر فقال :
من كان يريد أن يسأل عن القرآن فليأت أبيّ بن كعب ، ومن كان يريد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل ، ومن كان يريد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ، ومن كان يريد أن يسأل عن المال فليأتني ، فإنّ الله جعلني له خازنا وقاسما ... الحديث.
ورويا بسندهما عن جندب بن عبد الله البجلي ما موجزه :
قال : أتيت المدينة ابتغاء العلم ، وإذا النّاس في مسجد رسول الله (ص) حلق حلق يتحدثون ؛ قال : فجعلت أمضي الحلق حتى أتيت حلقة فيها رجل شاحب ، عليه ثوبان كأنّما قدم من سفر ، فسمعته يقول : هلك أصحاب العقدة وربّ الكعبة ، ولا آسى عليهم ، قالها ثلاث مرّات ؛ قال : فجلست إليه فتحدث بما قضي له ، ثم قام ، فلما قام سألت عنه ، قلت : من هذا؟ قالوا : هذا أبيّ بن كعب سيّد المسلمين ؛ فتبعته حتى أتى منزله ، فإذا هو رثّ المنزل ، ورثّ الكسوة يشبه بعضه بعضا ، فسلمت عليه ، فردّ عليّ السّلام ، ثم سألني : من أنت؟ قلت : من أهل العراق ؛ قال : أكثر شيء سؤالا! قال : فلما قال ذاك غضبت فجثوت على ركبتيّ ، واستقبلت القبلة ، ورفعت يدي ، فقلت : اللهم إنّا نشكوهم إليك ، إنّا ننفق نفقاتنا ، وننصب أبداننا ، ونرحل مطايانا ابتغاء العلم ، فإذا لقيناهم تجهّمونا وقالوا لنا ؛ قال : فبكى أبيّ ، وجعل يترضاني ، وقال : ويحك ، لم أذهب هناك ؛ ثم قال : إنّي أعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلمن بما سمعت من رسول الله (ص) ولا أخاف فيه لومة لائم ؛ ثم أراه قام ، فلمّا قال ذلك انصرفت عنه وجعلت انتظر الجمعة لأسمع كلامه ؛ قال : فلمّا كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجاتي فإذا السكك غاصّة من الناس لا آخذ في سكّة إلّا تلقاني الناس. فقلت