تغيّرت معانيها ، وتبدّلت بعد عصر الصحابة متدرّجا حتّى أصبح لها اليوم معان غير التي قصد منها في القرآن وحديث الرسول (ص) وأحاديث الصحابة.
واستعمل ذلك المصطلح في كتب علوم القرآن في المعنى الجديد له خلافا للمعنى الذي استعمل فيه في عصر الرسول حتى عصر الصحابة.
وأنتج كل ذلكم ما يأتي بيانه باذنه تعالى.
ح ـ نتائج الروايات وآثارها :
أولا ـ انّهم اعتقدوا بان في القرآن الكريم آيات منسوخة التلاوة مع بقاء حكمها وأخرى منسوخ الحكم مع بقاء قراءتها وآيات أخرى منسوخة التلاوة والحكم جميعا وعلى أثر ذلك تسابقوا في استخراج الآيات الناسخة والمنسوخة لفظا أو حكما أو هما جميعا في تلكم الروايات وسجّلوا نتائج ما توصلوا إليه في عشرات المؤلفات بعنوان علم الناسخ والمنسوخ من علوم القرآن في حين أنّ الله ما نسخ آية ممّا أنزل على رسوله في القرآن الكريم لا لفظا ولا معنى ولا كليهما معا ونعوذ بالله من هذا الافتراء الشنيع على الله الحكيم وكتابه الكريم.
ثانيا ـ انّ جملة ممّن سمّوا بالقرّاء الكبار اجازوا لأنفسهم أن يبدّلوا كلمات القرآن التي نزلت بلغة قريش وهوازن وقضاعة وتميم وطيئ وغيرهم من قبائل العرب. وبلغ بهم الأمر أن يتسابقوا في البحث والتقصّي عن شواذّ اللهجات في قبائل العرب وإن كان جرى ذلك على لسان بدويّ جاهل غير فصيح ، ويجعلوا ذلك التلفظ الشاذّ الغلط قراءة لتلك الكلمة في القرآن الكريم حتى بلغ عدد القراءات في كلمة واحدة من كلمات القرآن الكريم عشر قراءات احداها لغة قريش مثل ما جرى لكلمة (عليهم) في قوله تعالى في سورة الحمد (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ).
وبعملهم هذا أجروا من التحريف على القرآن بما لم يجر نظيره على كتاب على وجه الأرض قطّ وهذا ما عناه الإمام الباقر في قوله : (أمّا القرآن فقد