(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ).
[١٦٧٢] أنزلت في أبي سفيان بن حرب وعكرمة بن أبي جهل وأبي الأعور وعمرو بن سفيان السلمي ، وذلك أنهم قدموا المدينة فنزلوا على عبد الله بن أبيّ ابن سلول رأس المنافقين بعد قتال أحد ، وقد أعطاهم النبي صلىاللهعليهوسلم الأمان على أن يكلموه ، فقام معهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح وطعمة بن أبيرق ، فقالوا للنبي صلىاللهعليهوسلم وعنده عمر بن الخطاب : ارفض ذكر آلهتنا اللات والعزى ومناة ، وقل إن لها شفاعة لمن عبدها ، وندعك وربك ، فشق ذلك على النبي صلىاللهعليهوسلم فقال عمر : يا رسول الله ائذن لنا في قتلهم ، فقال : إني قد أعطيتهم الأمان ، فقال عمر : أخرجوا في لعنة الله وغضبه ، فأمر النبي صلىاللهعليهوسلم عمر أن يخرجهم من المدينة فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ).
أي دم على التقوى ، كالرجل يقول لغيره وهو قائم قم هاهنا أي اثبت قائما. وقيل : الخطاب مع النبي صلىاللهعليهوسلم والمراد به الأمة. وقال الضحاك : معناه اتق الله ولا تنقض العهد الذي بينك وبينهم. (وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ) من أهل مكة يعني أبا سفيان وعكرمة وأبا الأعور ، (وَالْمُنْفِقِينَ) ، من أهل المدينة عبد الله بن أبيّ وعبد الله بن سعد وطعمة (إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً) ، بخلقه ، قبل أن يخلقهم ، (حَكِيماً) فيما دبره لهم.
(وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (٢) ، قرأ أبو عمرو «يعملون خبيرا» و «يعملون بصيرا» بالياء فيهما وقرأ غيره بالتاء.
(وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) ثق بالله ، (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) ، حافظا لك ، وقيل كفيلا برزقك ، قوله عزوجل : (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ).
[١٦٧٣] نزلت في أبي معمر جميل بن معمر الفهري ، وكان رجلا لبيبا حافظا لما يسمع ، فقالت قريش ما حفظ أبو معمر هذه الأشياء إلّا وله قلبان ، وكان يقول : إن لي قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد ، فلما هزم الله المشركين يوم بدر انهزم أبو معمر فيهم فلقيه أبو سفيان وإحدى نعليه في يده والأخرى في رجله ، فقال له يا أبا معمر ما حال الناس؟ قال : انهزموا ، قال : فما لك إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك؟ فقال أبو معمر : ما شعرت إلا أنهما في رجليّ فعلموا يومئذ أنه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده.
وقال الزهري ومقاتل : هذا مثل ضربه الله عزوجل للمظاهر من امرأته وللمتبني ولد غيره ، يقول : فكما لا يكون لرجل قلبان كذلك لا تكون امرأة المظاهر أمّه حتى تكون له أمان ، ولا يكون له ولد واحد ابن رجلين. (وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ) ، قرأ أهل الشام والكوفة «اللاتي» هاهنا
__________________
[١٦٧٢] ـ ذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٦٨٨ بتمامه بدون إسناده ، ولم أر مسندا ، فهو لا شيء ، وعزاه الحافظ في «الكشاف» ٣ / ٥١٩ للثعلبي والواحدي بدون إسناد.
[١٦٧٣] ـ ذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٦٨٩ بتمامه بدون إسناد.
ـ وورد بنحوه عن الطبري ٢٨٣٢١ وعبد الرزاق ٢٣١١ عن قتادة مرسلا.
ـ وورد أيضا من مرسل عكرمة عند الطبري ٢٨٣٢٣.
ـ وعن ابن عباس أخرجه الطبري ٢٨٣١٩ وفيه مجاهيل ، وفيه أيضا عطية العوفي ، وهو واه.
ـ الخلاصة : هو خبر ضعيف ، فهذه روايات واهية لا تقوم بها حجة.