محمد بن إسماعيل أنا إسحاق بن نصر أنا أبو أسامة عن الأعمش أنا أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «يقول الله تبارك وتعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذخرا بله ما اطلعتم عليه» ، ثم قرأ (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١٧).
قال ابن عباس : هذا مما لا تفسير له. وعن بعضهم قال : أخفوا أعمالهم فأخفى الله ثوابهم.
قوله عزوجل : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (١٨) ، نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط أخي عثمان لأمه ، وذلك أنه كان بينهما تنازع وكلام في شيء ، فقال الوليد بن عقبة لعلي اسكت فإنك صبي وأنا والله أبسط (١) منك لسانا وأحدّ منك سنانا وأشجع منك جنانا وأملأ منك حشوا في الكتيبة ، فقال له علي : اسكت فإنك فاسق (٢) ، فأنزل الله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (١٨) ، ولم يقل [لا](٣) يستويان لأنه لم يرد مؤمنا واحدا وفاسقا واحدا بل أراد جميع المؤمنين وجميع الفاسقين.
(أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى) ، التي يأوي إليها المؤمنون ، (نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ).
(وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) (٢٠).
(وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ) ، [أي سوى العذاب الأكبر](٤) ، (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
قال أبي بن كعب والضحاك والحسن وإبراهيم : العذاب الأدنى مصائب الدنيا وأسقامها ، وهو رواية الوالبي عن ابن عباس. وقال عكرمة عنه : الحدود. وقال مقاتل : الجوع سبع سنين بمكة حتى أكلوا الجيف والعظام والكلاب. وقال ابن مسعود : هو القتل بالسيف يوم بدر ، وهو قول قتادة والسدي ، (دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ) يعني عذاب الآخرة ، (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) ، إلى الإيمان ، يعني من بقي منهم بعد بدر وبعد القحط. قوله عزوجل :
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ) ، يعني المشركين ، (مُنْتَقِمُونَ).
__________________
ـ وأخرجه البخاري ٣٢٤٤ و ٤٧٧٩ ومسلم ٢٨٢٤ والترمذي ٣١٩٧ والحميدي ١١٣٣ وابن حبان ٣٦٩ من طرق عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به.
ـ وأخرجه البخاري ٧٤٩٨ وعبد الرزاق ٢٠٨٧٤ وأحمد ٢ / ٣١٣ وفي «شرح السنة» ٤٢٦٦ من طريق معمر عن همّام بن منبه عن أبي هريرة به.
ـ وأخرجه أحمد ٢ / ٣١٣ والدارمي ٢ / ٣٣٥ وفي «شرح السنة» ٤٢٦٨ من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
ـ وله شاهد من حديث سهل بن سعد أخرجه مسلم ٢٧٢٥ ومن حديث أبي سعيد الخدري أخرجه أبو نعيم في «الحلية» ٢ / ٢٦٢.
(١) في المطبوع «أنشط».
(٢) هذا خبر منكر ليس بشيء ، والصواب أن الآية عامة.
(٣) زيد في المطبوع.
(٤) زيد في المطبوع.