«لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلّا أن يستهموا عليه لاستهموا ، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا».
وأشهر الأقاويل أن المراد منه صلاة الليل ، وهو قول الحسن ومجاهد ومالك والأوزاعي وجماعة.
[١٦٦١] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو الحسين (١) علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار أنا أحمد بن منصور الرمادي أنا عبد الرزاق أنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ بن جبل قال : كنت مع النبي صلىاللهعليهوسلم في سفرنا فأصبحت يوما قريبا منه وهو يسير فقلت : يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار ، قال : «لقد سئلت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه ، تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت». ثم قال : «ألا أدلك على أبواب الخير : الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة ، وصلاة الرجل في جوف الليل» ، ثم تلا (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) حتى بلغ (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) ، ثم قال ألا أخبرك (٢) برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : «رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد» ، ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت : بلى يا نبي الله ، قال : فأخذ بلسانه فقال : «اكفف عليك هذا» ، فقلت : يا رسول الله وإنّا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال : ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلّا حصائد ألسنتهم».
[١٦٦٢] حدثنا أبو الفضل زياد بن محمد بن زياد الحنفي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد المخلدي أنا
__________________
[١٦٦١] ـ حديث حسن.
ـ إسناده ضعيف. رجاله ثقات إلّا أنه منقطع ، أبو وائل لم يسمع من معاذ ، لكن ورد موصولا ، فالحديث حسن.
ـ عبد الرزاق بن همّام ، معمر بن راشد ، أبو الجنود والد عاصم اسمه بهدلة ، أبو وائل هو شقيق بن سلمة.
ـ وهو في «شرح السنة» ١١ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «تفسير عبد الرزاق» ٢٣٠٢ عن معمر به.
ـ وأخرجه الترمذي ١٦١٦ والنسائي في «الكبرى» ١١٣٩٤ و «التفسير» ٤١٤ وابن ماجه ٣٩٧٣ وأحمد ٥ / ٢٣١ والطبراني ٢٠ / (٢٦٦) من طرق عن معمر به.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب حسن.
ـ وأخرجه أحمد ٥ / ٢٤٨ والطبراني ١٠ / (٢٠٠) من طريق عاصم عن شهر عن معاذ به رواية أحمد مختصرة ، وهذا منقطع أيضا.
ـ وأخرجه أحمد ٥ / ٢٤٥ ـ ٢٤٦ من طريق شهر عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ به.
وهذا إسناد موصول ، وشهر لا بأس به ، وهو حسن الحديث في المتابعات.
ـ وأخرجه أحمد ٥ / ٢٣٣ وابن أبي شيبة في «الإيمان» ٢ والحاكم ٢ / ٧٦ و ٤١٢ والطبراني ٢٠ / (٢٩١ ـ ٣٩٤) والطبري ٢٨٢٣٩ والبيهقي ٩ / ٢٠ من طريقين عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ به مطوّلا ومختصرا.
وصححه الحاكم! ووافقه الذهبي! وهذا منقطع بين ميمون ومعاذ.
ـ الخلاصة : هو حديث حسن بمجموع طرقه ، وانظر «الكشاف» ٨٦٤ بتخريجي.
[١٦٦٢] ـ إسناده ضعيف ، رجاله ثقات غير عبد الله بن صالح ، فقد ضعفه غير واحد ، روى مناكير كثيرة بسبب جار له كان يدس في كتبه وهو لا يدري ، لذا ضعف ، وللحديث شاهد بإسناد ساقط ، لا فائدة منه. ـ
(١) تصحف في المطبوع «الحسن».
(٢) في المطبوع «أدلك».