(تَتَجافى) ، ترتفع وتنبو ، (جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) ، جمع مضجع وهو الموضع الذي يضطجع عليه يعني الفرش وهم المتهجدون بالليل ، الذين يقومون للصلاة.
واختلفوا في المراد بهذه الآية.
[١٦٥٧] قال أنس : نزلت فينا معشر الأنصار كنّا نصلي المغرب فلا نرجع إلى رحالنا حتى نصلي العشاء مع النبي صلىاللهعليهوسلم.
[١٦٥٨] وعن أنس أيضا قال : نزلت في أناس من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم كانوا يصلون من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء.
وهو قول أبي حازم ومحمد بن المنكدر ، وقالا : هي صلاة الأوابين. وروي عن ابن عباس رضي الله عنه قال : إن الملائكة لتحف بالذين يصلون بين المغرب والعشاء ، وهي صلاة الأوابين. وقال عطاء : هم الذين لا ينامون حتى يصلوا العشاء الآخرة. وعن أبي الدرداء وأبي ذر وعبادة بن الصامت رضي الله عنهم : هم الذين يصلون العشاء الآخرة والفجر في جماعة.
[١٦٥٩] وروينا أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من صلى العشاء في جماعة كان كمن قام نصف ليلة ، ومن صلى الفجر في جماعة كان كقيام ليلة».
[١٦٦٠] أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
__________________
[١٦٥٧] ـ ضعيف. أخرجه الواحدي في «أسباب النزول» ٦٨٥ من طريق إسماعيل بن عيسى عن المسيب عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك به.
ـ وإسناده ضعيف لضعف المسيب وهو ابن واضح ، ثم إن السورة مكية فيما ذكر البغوي وابن كثير وغيرهما؟!.
ـ وذكره السيوطي في «الدر» ٥ / ٣٣٦ ونسبه لابن مردويه من حديث أنس.
[١٦٥٨] ـ ضعيف. أخرجه ابن عدي في «الكامل» ٢ / ١٩٣ والطبري ٢٨٢٢٥ من طريق الحارث بن وجيه عن مالك بن دينار : سألت أنس بن مالك عن قوله : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) قال : .... فذكره.
وأعله ابن عدي بالحارث بن وجيه الراسبي ونقل عن النسائي في قوله : الحارث بن وجيه ضعيف.
ـ وذكره الواحدي في «الأسباب» ٦٨٤ عن مالك بن دينار به بدون إسناد.
ـ وورد بدون ذكر نزول الآية ، وإنما هو رأي لأنس يبين المراد بالآية.
ـ وأخرجه أبو داود ١٣٢١ والطبري ٢٨٢٢٦ من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس : «كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون».
ورجاله ثقات ، لكنه رأي لأنس رضي الله عنه ، والراجح في معنى الآية قيام الليل ، وسيأتي برقم ١٦٦١.
[١٦٥٩] ـ تقدم في سورة الفرقان عند آية : ٦٤.
[١٦٦٠] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ـ أبو مصعب هو أحمد بن أبي بكر ، مالك بن أنس ، أبو صالح اسمه ذكوان ، مشهور بكنيته.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣٨٥ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «الموطأ» ١ / ٦٨ عن سمي به.
ـ وأخرجه البخاري ٦١٥ و ٦٥٤ و ٧٢١ و ٢٦٨٩ ومسلم ٤٣٧ والنسائي ١ / ٢٦٩ والترمذي ٢٢٥ و ٢٢٦ وعبد الرزاق ٢٠٠٧ وأحمد ٢ / ٢٣٦ و ٢٧٨ و ٣٠٣ و ٣٧٤ و ٥٣٣ وابن حبان ١٦٥٩ وابن خزيمة ٣٩١ وأبو عوانة ١ / ٣٣٢ و ٢ / ٣٧ والبيهقي ١ / ٤٢٨ و ١٠ / ٢٨٨ من طرق عن مالك به.