القرن ، وأوّل بعضهم كلامه أن الأرواح تجمع في القرن ثم ينفخ فيه فتذهب الأرواح إلى الأجساد فتحيا بالأجساد ، قوله : (فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) ، أي فصعق كما قال في آية أخرى : (فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) [الزمر : ٦٨] ، أي ماتوا ، والمعنى أنه يلقى عليهم الفزع إلى أن يموتوا وقيل : ينفخ إسرافيل في الصور ثلاث نفخات نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة القيام لرب العالمين ، قوله : (إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) ، اختلفوا في هذا الاستثناء.
[١٦٠٧] روي عن أبي هريرة أن النبي صلىاللهعليهوسلم سأل جبريل عن قوله : (إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) ، قال : «هم الشهداء متقلدون أسيافهم حول العرش».
وروى سعيد بن جبير وعطاء عن ابن عباس : هم الشهداء لأنهم أحياء عند ربهم لا يصل الفزع إليهم.
وفي بعض الآثار : الشهداء ثنية الله. أي الذين استثناهم الله تعالى.
وقال الكلبي ومقاتل : يعني جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ، فلا يبقى بعد النفخة إلّا هؤلاء الأربعة ثم يقبض الله روح ميكائيل [ثم روح إسرافيل](١) ثم روح ملك الموت [ثم روح جبريل](٢) فيكون آخرهم موتا جبريل.
ويروى أن الله تعالى يقول لملك الموت : خذ نفس إسرافيل ثم يقول من بقي يا ملك الموت؟ فيقول سبحانك ربي تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام ، بقي جبريل وميكائيل وملك الموت ، فيقول : خذ نفس ميكائيل ، فيأخذ نفسه فيقع كالطود العظيم ، فيقول [الله](٣) من بقي؟ فيقول : سبحانك ربي تباركت وتعاليت ، بقي جبريل وملك الموت ، فيقول : مت يا ملك الموت فيموت ، فيقول : يا جبريل من بقي؟ فيقول : تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام وجهك الباقي الدائم وجبريل الميت الفاني ، قال فيقول : يا جبريل لا بد من موتك فيقع ساجدا يخفق بجناحيه فيروى أنه فضل خلقه على خلق ميكائيل كالطود العظيم على الظرب من الظرب.
ويروى أنه يبقى مع هؤلاء الأربعة حملة العرش ، فيقبض روح جبريل وميكائيل ثم أرواح حملة العرش ثم روح إسرافيل ثم روح ملك الموت.
__________________
[١٦٠٧] ـ ضعيف جدا. أخرجه الحاكم ٥ / ٢٥٣ وأبو يعلى كما في «تفسير ابن كثير» ٤ / ٧٧ وإسناده ضعيف ، مداره على عمر بن محمد ، وهو مجهول.
ـ وقال الحافظ ابن كثير عنه : غير معروف ا ه.
ـ والخبر منكر معارض بالحديث الآتي ، فإن فيه عدم استثناء أحد من البشر إلّا أن يكون موسى ـ على الشك ـ فهو ضعيف جدا.
ـ تنبيه : لم أره في «مسند أبي يعلى» ولا في «المجمع» ، ولعله في «المسند الكبير».
(١) زيادة عن المخطوط ـ أ ـ.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيادة عن المخطوط.