فإذا يبس فهو هشيم. وقال الضحاك ومقاتل : قد ركب بعضه [فوق](١) بعض حتى هضم بعضه بعضا ، أي كسّره. وقال أهل اللغة : هو المنضم بعضه إلى بعض [في وعائه قبل أن يظهر. وقال الأزهري : الهضيم هو الداخل بعضه في بعض](٢) من النضج والنعومة. وقيل : هضيم أي هاضم يهضم الطعام. وكل هذا للطافته.
(وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ) (١٤٩) ، وقرئ : «فرهين» ، قيل : معناهما واحد. وقيل : فارهين أي حاذقين بنحتها ، من قولهم فره الرجل فراهة فهو فاره ، ومن قرأ «فرهين» قال ابن عباس : أشرين بطرين. وقال عكرمة : ناعمين. وقال مجاهد : شرهين. وقال قتادة : معجبين بصنيعكم. وقال السدي : متجبرين. وقال أبو عبيدة : مرحين. وقال الأخفش : فرحين. والعرب تعاقب بين الهاء والحاء مثل مدحته ومدهته. وقال الضحاك : كيّسين.
(فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٥٠) وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ) (١٥١) ، قال ابن عباس : المشركين. وقال مقاتل : هم التسعة الذين عقروا الناقة وهم :
(الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) ، بالمعاصي ، (وَلا يُصْلِحُونَ) ، لا يطيعون الله فيما أمرهم به.
(قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ) (١٥٣) ، قال مجاهد وقتادة : من المسحورين المخدوعين ، أي ممن يسحر مرة بعد مرة. وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أي من المخلوقين المعللين بالطعام والشراب ، يقال : سحره أي علّله بالطعام والشراب ، يريد إنك تأكل الطعام والشراب ، ولست بملك ، بل :
(ما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا فَأْتِ بِآيَةٍ) ، على صحة ما تقول. (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) ، أنك رسول الله إلينا.
(قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ) ، حظ ونصيب من الماء ، (وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ).
(وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥٦) فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ (١٥٧) فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٥٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٥٩) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (١٦٠) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٦١) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٦٢) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٦٣) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٦٤) أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ (١٦٥) وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ (١٦٦) قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (١٦٧) قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ (١٦٨) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (١٦٩) فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٧٠) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (١٧١) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٧٢) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٣) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٤) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٧٥))
(وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ) ، بعقر ، (فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ).
(فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ) ، على عقرها حين رأوا العذاب.
(فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) (١٥٨).
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيد في المطبوع.