(١٣٦) إِنْ هذا إِلاَّ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (١٣٧) وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (١٣٨) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٤٠))
(وَإِذا بَطَشْتُمْ) ، أخذتم وسطوتم ، (بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ) ، قتلا بالسيف وضربا بالسوط ، والجبار الذي يقتل ويضرب على الغضب.
(فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ).
(وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ) (١٣٢) ، أي أعطاكم من الخير ما تعلمون ثم ذكر ما أعطاهم فقال : (أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ (١٣٣) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (١٣٤) ، يعني بساتين وأنها.
(إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ) ، [قال ابن عباس : إن عصيتموني](١) ، (عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).
(قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا) ، يعني مستو عندنا ، (أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ) ، الوعظ كلام يلين القلب بذكر الوعد والوعيد. قال الكلبي : نهيتنا أم لم تكن من الناهين لنا.
(إِنْ هذا) ، ما هذا ، (إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ) قرأ ابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو والكسائي ويعقوب «خلق» بفتح الخاء وسكون اللام أي اختلاق الأولين وكذبهم ، دليل هذه القراءة قوله تعالى : (وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً) ، وقرأ الآخرون «خلق» بضم الخاء واللام ، أي عادة الأولين من قبلنا ، وأمرهم أنهم يعيشون ما عاشوا ثم يموتون ولا بعث ولا حساب.
(وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) (١٣٨).
(فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) (١٣٩).
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (١٤١) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٤٢) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٤٣) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٤٤) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٤٥) أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ (١٤٦) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٤٧) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ (١٤٨) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ (١٤٩) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٥٠) وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (١٥١) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (١٥٢) قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (١٥٣) ما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٥٤) قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (١٥٥))
قوله عزوجل : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (١٤١) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٤٢) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٤٣) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٤٤) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٤٥) أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا) ، يعني في الدنيا (آمِنِينَ) ، من العذاب.
(فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٤٧) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها) ، ثمرها يريد ما يطلع منها من الثمر ، (هَضِيمٌ) ، قال ابن عباس : لطيف ، ومنه هضم الكشح إذا كان لطيفا. وروى عطية عنه : يانع نضيج. وقال عكرمة : اللين. وقال الحسن : الرخو. وقال مجاهد : متهشم يتفتت (٢) إذا مس ، وذلك أنه ما دام رطبا فهو هضيم ،
__________________
(١) زيد في المطبوع.
(٢) في المطبوع «متفتت».