قال الحسن : استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة.
(فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً) ، أي : رجعة إلى الدنيا ، (فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٠٣) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٠٤) كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (١٠٥) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٠٦) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٠٧) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٠٨) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٠٩) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١١٠) قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (١١١) قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١١٢) إِنْ حِسابُهُمْ إِلاَّ عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (١١٣) وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (١١٤) إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (١١٥) قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (١١٦) قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (١١٧) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١١٨))
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) (١٠٣).
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (١٠٤) العزيز الذي لا يغالب ، فالله عزيز وهو في وصف عزته رحيم.
قوله عزوجل : (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) (١٠٥) ، قيل للحسن البصري : يا أبا سعيد أرأيت قوله : (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) (١٠٥) و (كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ) (١٢٣) [الشعراء : ١٢٣] و (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ) (١٤١) [الشعراء : ١٤١] ، وإنما أرسل إليهم رسول واحد؟ قال : إن الآخر جاء بما جاء به الأول ، فإذا كذبوا واحدا فقد كذبوا الرسل أجمعين.
(إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ). في النسب لا في الدين. (نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ).
(إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) (١٠٧) ، على الوحي.
(فَاتَّقُوا اللهَ) ، بطاعته وعبادته ، (وَأَطِيعُونِ) ، فيما آمركم به من الإيمان والتوحيد.
(وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ) ، ثوابي (إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ).
(فَاتَّقُوا اللهَ) بطاعته وعبادته (وَأَطِيعُونِ).
(قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) (١١١) ، قرأ يعقوب : «وأتباعك الأرذلون» السفلة. وعن ابن عباس قال : الصاغة. وقال عكرمة : الحاكة والأساكفة.
(قالَ) ، نوح ، (وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) ، أي ما أعلم أعمالهم وصنائعهم ، وليس علي من دناءة مكاسبهم وأحوالهم شيء إنما كلفت أن أدعوهم إلى الله ولي منهم ظاهر أمرهم.
(إِنْ حِسابُهُمْ) ، ما حسابهم ، (إِلَّا عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ) ، لو تعلمون ذلك ما عبتموهم بصنائعهم. قال الزجاج : الصناعات لا تضر في (١) الديانات. وقيل : معناه أي لم أعلم أن الله يهديكم ويضلكم ويوفقهم ويخذلكم.
(وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ) (١١٤) (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) (١١٥).
(قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ) ، عما تقول : (لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) ، قال مقاتل والكلبي : من المقتولين بالحجارة. وقال الضحاك : من المشتومين.
__________________
(١) في المخطوط. «ب» بدل «في».