(وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٩٢) مِنْ دُونِ اللهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (٩٣) فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ (٩٤) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (٩٥) قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ (٩٦) تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٩٧) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ (٩٨) وَما أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (٩٩) فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ (١٠٠) وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (١٠١) فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٢))
(وَقِيلَ لَهُمْ) ، يوم القيامة ، (أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ) ، يمنعونكم من العذاب ، (أَوْ يَنْتَصِرُونَ) لأنفسهم.
(فَكُبْكِبُوا فِيها) ، قال ابن عباس : جمعوا. وقال مجاهد : دهورا. وقال مقاتل : قذفوا. وقال الزجاج : طرح بعضهم على بعض. وقال القتيبي : ألقوا على رءوسهم. (هُمْ وَالْغاوُونَ) ، يعني الشياطين ، قال قتادة ومقاتل والكلبي : كفرة الجن.
(وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ) (٩٥) ، وهم أتباعه ومن أطاعه من الجن والإنس. ويقال : ذريته.
(قالُوا) أي : قال الغاوون للشياطين والمعبودين ، (وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ) ، مع المعبودين ويجادل بعضهم بعضا.
(تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٩٧).
(إِذْ نُسَوِّيكُمْ) ، نعدلكم ، (بِرَبِّ الْعالَمِينَ) ، فنعبدكم.
(وَما أَضَلَّنا) أي : ما دعانا إلى الضلال ، (إِلَّا الْمُجْرِمُونَ). قال مقاتل : يعني الشياطين. وقال الكلبي : الأولون الذين اقتدينا بهم. وقال أبو العالية وعكرمة. يعني إبليس وابن آدم الأول وهو قابيل ، لأنه أول من سنّ القتل ، وأنواع المعاصي.
(فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ) (١٠٠) ، أي : من يشفع لنا من الملائكة والنبيين والمؤمنين.
(وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) (١٠١) ، أي قريب يشفع لنا بقوله الكفار حين تشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون ، والصديق هو الصادق في المودة بشرط الدين.
[١٥٧٨] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني الحسين بن محمد بن فنجويه ثنا محمد بن الحسن اليقطي (١) أنا أحمد بن عبد الله [بن](٢) يزيد العقيلي ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد بن مسلم ثنا من سمع أبا الزبير يقول أشهد لسمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن الرجل ليقول في الجنة ما فعل صديقي فلان ، وصديقه في الجحيم ، فيقول الله تعالى : أخرجوا له صديقه إلى الجنة ، فيقول من بقي [في النار](٣) : فما لنا من شافعين ولا صديق حميم».
__________________
[١٥٧٨] ـ إسناده ضعيف جدا ؛ الوليد بن مسلم يدلس عن كذابين ، وهاهنا شيخه لم يسمّ ، والمتن منكر ، وباقي الإسناد ثقات.
ـ أبو الزبير هو محمد بن مسلم بن تدرس.
ـ وأخرجه الواحدي في «الوسيط» ٣ / ٣٥٧ من طريق محمد بن الحسن بهذا الإسناد.
(١) تصحف في المطبوع «اليقطيني».
(٢) سقط من المطبوع.
(٣) زيادة عن المخطوط.