مظلمة فنودي أيها الطاغية أين تريد؟ قال عكرمة : كان معه في التابوت [عدة السلاح](١) فحمل (٢) القوس والنشاب فرمى بسهم فعاد إليه السهم ملطخا (٣) بدم سمكة قذفت نفسها من بحر في الهواء. وقيل : طائر أصابه السهم ، فقال : كفيت شغل إله السماء ، قال : ثم أمر نمرود صاحبه أن يصوب الخشبات ينكس (٤) اللحم ففعل فهبطت النسور بالتابوت فسمعت الجبال خفيق (٥) التابوت والنسور ففزعت وظنت أنه قد حدث حدث من السماء ، وأن الساعة قد قامت ، فكادت تزول عن أماكنها (٦) ، فذلك قوله تعالى : (وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ).
(فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ) ، بالنصر لأوليائه وهلاك أعدائه ، وفيه تقديم وتأخير ، تقديره : ولا تحسبن الله مخلف رسله وعده ، (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ).
قوله تعالى : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ).
[١٢٢٧] أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا خالد بن مخلد عن محمد بن جعفر بن أبي كثير حدثني أبو حازم [سلمة](٧) بن دينار عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها علم لأحد».
[١٢٢٨] وأخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن خالد هو ابن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة».
وعن ابن مسعود في هذه الآية قال : تبدل الأرض بأرض بيضاء كالفضة نقية (٨) لم يسفك فيها دم ولم يعمل فيها خطيئة.
وقال علي بن أبي طالب : تبدل الأرض من فضة والسماء من ذهب.
__________________
[١٢٢٧] ـ صحيح. إسناده حسن ، رجاله رجال البخاري ومسلم ، لكن في خالد بن مخلد كلام ينحط عن درجة الصحيح ، لكن توبع وللحديث شواهد. أبو بكر هو عبد الله بن محمد.
ـ رواه المصنف من طريق مسلم ، وهو في «صحيحه» ٢٧٩٠ عن ابن أبي شيبة بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٦٥٢١ وابن حبان ٧٣٢٠ والطبراني ٥٨٣١ و ٥٩٠٨ من طرق عن أبي حازم به.
[١٢٢٨] ـ إسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم ، يحيى هو ابن عبد الله ، وبكير جده ، الليث هو ابن سعد.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢٠١ بهذا الإسناد.
ـ رواه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» ٦٥٢٠ عن يحيى بن بكير به.
ـ وأخرجه مسلم ٢٧٩٢ وعبد بن حميد في «المنتخب» ٩٦٢ والطحاوي في «المشكل» ٤٤٥٢.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المطبوع «حمل».
(٣) في المطبوع «متلطخا».
(٤) في المطبوع «ينكص».
(٥) في المخطوط «خفيف».
(٦) موقوف باطل. أخرجه الطبري ٢٠٩١٩ و ٢٠٩٢٠ و ٢٠٩٢١ و ٢٠٩٢٢ ، وفيه عبد الرحمن بن واصل ، وهو مجهول ، والخبر من الإسرائيليات المصنوعة.
(٧) سقط من المطبوع.
(٨) في المطبوع «كفضة بيضاء».