المولى ، ولا يعتق بالإبراء عن النجوم ، وإذا عتق المكاتب بأداء المال لا يثبت التراجع في الكتابة الصحيحة ويثبت في الكتابة الفاسدة فيرجع المولى عليه بقيمة رقبته ، وهو يرجع على المولى بما دفع إليه إن كان مالا.
قوله تعالى : (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً) الآية.
[١٥٣٤] نزلت في عبد الله بن أبيّ ابن سلول المنافق كانت له جاريتان معادة ومسيكة ، وكان يكرههما على الزنا بالضريبة يأخذها منهما ، وكذلك كانوا يفعلون في الجاهلية يؤجرون إماءهم ، فلما جاء الإسلام قالت معادة لمسيكة : إن هذا الأمر الذي نحن فيه لا يخلو من وجهين فإن يك خيرا فقد استكثرنا منه وإن يك شرا فقد آن لنا أن ندعه ، فأنزل الله هذه الآية.
[١٥٣٥] وروي أنه جاءت إحدى الجاريتين يوما ببرد وجاءت الأخرى بدينار ، فقال لهما : ارجعا فازنيا ، قالتا والله لا نفعل قد جاء الإسلام وحرم الزنا فأتتا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وشكتا إليه ، فأنزل هذه الآية.
(وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ) إماءكم (عَلَى الْبِغاءِ) أي [على](١) الزنا (إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً) أي إذا أردن ، وليس معناه الشرط لأنه لا يجوز إكراههن على الزنا إن لم يردن تحصنا ، كقوله تعالى : (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران : ٣٩] أي إذا كنتم مؤمنين. وقيل : [إنما](٢) شرط إرادة التحصن لأن الإكراه إنما يكون عند إرادة التحصن ، فإذا لم ترد التحصن بغت طوعا ، والتحصن التعفف ، وقال الحسين (٣) بن الفضل في الآية تقديم وتأخير تقديره : وأنكحوا الأيامى منكم إن أردن تحصنا ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء. (لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا) ، أي : لتطلبوا من أموال الدنيا يريد من كسبهن وبيع أولادهن ، (وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، يعني للمكرهات ، والوزر على المكره. وكان الحسن إذا قرأ هذه الآية قال : لهن والله لهن والله.
__________________
[١٥٣٤] ـ ذكره الواحدي في «أسباب النزول» ص ٣٣٦ نقلا عن المفسرين بدون إسناد.
ـ وورد بنحوه موصولا من وجوه فقد :
أخرجه مسلم ٣٠٢٩ وأبو داود ٢٣١١ والنسائي في «التفسير» ٣٨٥ والطبري ٢٦٠٧٢ و ٢٦٠٧٣.
والواحدي في «أسباب النزول» ٦٤٠ والحاكم ، ٢ / ٣٩٧ من حديث جابر «أن جارية لعبد الله بن أبي ابن سلول يقال لها مسيكة ، وأخرى يقال لها : أميمة فكان يكرههما على الزنا ، فشكتا ذلك إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فأنزل الله (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ) ـ إلى قوله ـ (غَفُورٌ رَحِيمٌ)».
ـ وأخرج الطبري ٢٦٠٧٥ حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال ثني حجاج عن ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار عن عكرمة قال : «أمة لعبد الله بن أبيّ أمرها فزنت ، فجاءت ببرد ، فقال لها ارجعي فازني ، قالت : والله لا أفعل ، إن يك هذا خيرا ، فقد استكثرت منه ، وإن يك شرا فقد آن لي أن أدعه».
وإسناده ضعيف لإرساله ، وإلا فرجاله ثقات ، والصحيح ما قبله.
ـ وأخرج الطبري ٢٦٠٧٦ عن الزهري «أن رجلا من قريش أسر يوم بدر ، وكان عبد الله بن أبي أسرة ، وكان لعبد الله جارية يقال لها معاذة ، فكان القرشي الأسير يريدها على نفسها ، وكانت مسلمة ، فكانت تمتنع منه لإسلامها ، وكان ابن أبي كرهها على ذلك رجاء أن تحمل للقرشي ، فيطلب فداء ولده فقال الله (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ ...).
مراسيل الزهري واهية لأنه حافظ ثبت لا يرسل إلا لعلة ، والصحيح في هذا الباب ما ورد عن جابر.
[١٥٣٥] ـ انظر ما تقدم.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) في المطبوع «الحسن».