فَضْلِهِ). وعن بعضهم : أن الله تعالى وعد الغنى بالنكاح وبالتفرق (١) فقال تعالى : (إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) ، وقال تعالى : (وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ) [النساء : ١٣٠].
(وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٣))
(وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً) أي : ليطلب العفة عن الحرام والزنا الذين لا يجدون مالا ينكحون به للصداق والنفقة ، (حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) ، أي يوسع عليهم من رزقه. قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ) ، أي : يطلبون المكاتبة ، (مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ) ، سبب نزول هذه الآية ما روي أن غلاما لحويطب بن عبد العزى (٢) سأل مولاه أن يكاتبه فأبى عليه ، فأنزل الله هذه الآية فكاتبه حويطب على مائة دينار ، ووهب له منها عشرين دينارا فأدّاها ، وقتل يوم حنين في الحرب ، والكتابة أن يقول الرجل لمملوكه كاتبتك على كذا من المال ويسمي مالا معلوما يؤدي ذلك في نجمين أو نجوم معلومة في كل نجم كذا ، فإذا أديت [ذلك](٣) فأنت حر ، ويقبل العبد ذلك ، فإذا أدى المال عتق ويصير العبد أحق بمكاسبه بعد أداء المال (٤) ، وإذا أعتق بعد أداء المال فما فضل في يده من المال يكون له ويتبعه أولاده الذين حصلوا في حال الكتابة في العتق ، وإذا عجز عن أداء المال كان لمولاه أن يفسخ كتابته ويرده إلى الرق ، وما في يده من المال يكون لمولاه ، لما :
[١٥٣١] أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن نافع أنا عبد الله بن عمر كان يقول : المكاتب عبد ما بقي عليه من كتابته شيء.
[١٥٣٢] ورواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا : «المكاتب عبد ما بقي عليه من كتابته درهم».
__________________
[١٥٣١] ـ موقوف صحيح. إسناده على شرط البخاري ومسلم.
ـ أبو مصعب أحمد بن أبي بكر ، مالك بن أنس ، نافع أبو عبد الله.
ـ وهو في «شرح السنة» ٢٤٢٢ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «الموطأ» ٢ / ٧٨٧ عن نافع به.
الخلاصة : هو موقوف صحيح الإسناد ، وله حكم الرفع ، فمثله لا يقال بالرأي ، وقد جاء مرفوعا ، وهو الآتي.
[١٥٣٢] ـ حسن. أخرجه أبو داود ٣٩٢٦ والبيهقي ١٠ / ٣٢٤ من طريق أبي عتبة إسماعيل بن عياش عن سليمان بن سليم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وإسناده حسن رجاله كلهم ثقات ، وهو حسن للاختلاف في عمرو عن آبائه.
ـ وورد بنحوه من وجه آخر بلفظ «أيما عبد كوتب على مائة أوقية فأداها إلا عشر أوقيات ، فهو رقيق».
أخرجه ابن ماجه ٢٥١٩ والبيهقي ١٠ / ٣٢٤ وأحمد ٢ / ١٧٨ و ٢٠٦ و ٢٠٩ من طريق حجاج بن أرطاة وهذا إسناد ضعيف ، ويصلح للمتابعة.
(١) في المخطوط «بالتفريق».
(٢) تصحف في المطبوع «العزيز».
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) في المخطوط «الكتابة».