[١٥١٨] وروى ثابت عن أنس عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه أتى فاطمة بعبد قد وهبه لها وعلى فاطمة ثوب إذا أقنعت به رأسها لم يبلغ رجليها وإذا غطت رجليها لم يبلغ رأسها ، فلما رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما تلقى قال : «إنه ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك».
وقال قوم : هو كالأجنبي معها ، وهو قول سعيد بن المسيب ، وقال : المراد من الآية الإماء دون العبيد ، وعن ابن جريج [أنه](١) قال (أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَ) لأنه لا يحل لامرأة مسلمة أن تتجرد بين يدي امرأة مشركة إلا أن تكون تلك المرأة المشركة أمة لها. قوله : (أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ) ، قرأ أبو جعفر وابن عامر وأبو بكر غير بنصب الراء على القطع لأن (التَّابِعِينَ) معرفة و (غَيْرِ) نكرة. وقيل : [إنّ «غير»](٢) بمعنى «إلا» فهو استثناء معناه : يبدين زينتهن للتابعين إلّا ذا الإربة منهم فإنهن لا يبدين زينتهن لمن كان منهم ذا إربة. وقرأ الآخرون بالجر على نعت (التَّابِعِينَ) والإربة والأرب الحاجة ، والمراد (التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ) وهم الذين يتبعون القوم ليصيبوا من فضل طعامهم لا همة لهم إلا ذلك ، ولا حاجة لهم في النساء ، وهو قول مجاهد وعكرمة والشعبي. وعن ابن عباس أنه الأحمق العنين. وقال الحسن : هو الذي لا ينتشر ولا يستطيع غشيان النساء ولا يشتهيهن. وقال سعيد بن جبير : هو المعتوه ، وقال عكرمة : المجبوب. وقيل هو المخنث. وقال مقاتل : هو الشيخ الهرم والعنين والخصي والمجبوب ونحوه.
[١٥١٩] أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أنا أحمد بن الحسن (٣) الحيري أنا محمد بن أحمد بن محمد بن معقل بن محمد الميداني أنا محمد [بن](٤) يحيى أنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : كان رجل يدخل على أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم مخنث فكانوا يعدونه من غير أولي الإربة ، فدخل
__________________
[١٥١٨] ـ أخرجه أبو داود ٤١٠٦ من حديث أنس وإسناده لين فيه سالم بن دينار قال في «التقريب» : مقبول.
وتابعه سلام بن أبي الصهباء عند البيهقي ٧ / ٩٥ وسلام هذا ضعيف ، وذكره الألباني في «الإرواء» ١٧٩٩ وحكم بصحته على أن سالم بن دينار وثقه ابن معين وغيره ، وتابعه سلام بن أبي الصهباء. قلت : سالم وإن وثقه يحيى وابن حبان ، فقد قال أحمد : أرجو أن لا يكون به بأس ، ولينه أبو زرعة ، وقال أبو داود شيخ ، فالإسناد لا بأس به ويحسن بمتابعة سلام وأما الصحة فلا ، والله أعلم.
[١٥١٩] ـ إسناده صحيح. محمد بن يحيى ثقة روى له البخاري ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
ـ عبد الرزاق بن همام ، معمر بن راشد ، الزهري محمد بن مسلم ، عروة بن الزبير بن العوّام.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣١٠٢ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٢١٨١ وأبو داود ٤١٠٧ و ٤١٠٨ والنسائي في «عشرة النساء» ٣٦٥ وأحمد ٦ / ١٥٢ والبيهقي ٧ / ٩٦ من طرق عن معمر به.
ـ وأخرجه أبو داود ٤١٠٩ وابن حبان ٤٤٨٨ والواحدي في «الوسيط» ٣ / ٣١٧ من طريق يونس عن الزهري به.
ـ وورد بنحوه من حديث أم سلمة.
ـ أخرجه البخاري ٤٣٢٤ و ٥٢٣٥ و ٥٨٨٧ ومسلم ٢١٨٠ وأبو داود ٤٩٢٩ وابن ماجه ١٩٠٢ وأحمد ٦ / ٢٩٠.
(١) زيد في المطبوع.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) تصحف في المطبوع «الحسين».
(٤) سقط من المطبوع.