الكسائي أنا عبد الله بن محمود أنا إبراهيم بن عبد الله الخلال أنا عبد الله بن المبارك عن سعيد بن يزيد عن أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «وهم فيها كالحون ، قال : تشويه النار ، فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته».
[١٤٨٨] وبهذا الإسناد عن عبد الله بن المبارك عن حاجب بن عمر عن الحكم بن الأعرج [قال : قال أبو](١) هريرة : يعظم الكافر في النار مسيرة سبع ليال ويصير ضرسه مثل أحد وشفاههم عند سررهم (٢) ، سود زرق [حبن](٣) مقبوحون.
قوله تعالى : (أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ) ، يعني القرآن تخفون بها ، (فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ).
(قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا) ، قرأ حمزة والكسائي «شقاوتنا» بالألف وفتح الشين وهما لغتان أي : غلبت علينا شقوتنا التي كتبت علينا فلم نهتد. (وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ) ، عن الهدى.
(رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها) ، أي : من النار ، (فَإِنْ عُدْنا) ، لما تكره (فَإِنَّا ظالِمُونَ) [مستحقون العذاب](٤).
(قالَ اخْسَؤُا) ، ابعدوا ، (فِيها) ، كما يقال للكلب إذا طرد اخسأ ، (وَلا تُكَلِّمُونِ) ، في رفع العذاب فإني لا أرفعه عنكم [أبدا](٥) فعند ذلك أيس المساكين من الفرج ، قال الحسن : هو آخر كلام يتكلم به أهل النار ثم لا يتكلمون بعدها إلا الشهيق والزفير ، ويصير لهم عواء كعواء الكلاب لا يفهمون ولا يفهمون ، روي عن عبد الله بن عمرو : أن أهل جهنم يدعون مالكا خازن النار أربعين عاما (يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) [الزخرف : ٧٧] ، فلا يجيبهم ، ثم يقول : (إِنَّكُمْ ماكِثُونَ) [الزخرف : ٧٧] ثم ينادون ربهم : (رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ) (١٠٧) فيدعهم مثل عمر الدنيا مرتين ثم يرد عليهم : (اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ) ، فلا ينبس القوم بعد ذلك بكلمة إن كان إلا الزفير والشهيق. وقال القرطبي : إذا قيل لهم اخسئوا فيها ولا تكلمون انقطع رجاؤهم وأقبل بعضهم ينبح في وجه بعض وأطبقت عليهم [جهنم](٦).
(إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١٠٩) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (١١٠) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (١١١) قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (١١٢) قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ (١١٣) قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١٤))
(إِنَّهُ) الهاء في (إِنَّهُ)(٧) عماد وتسمى أيضا المجهولة ، (كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي) ، وهم المؤمنون
__________________
[١٤٨٨] ـ موقوف صحيح. إسناده على شرط مسلم.
ـ الحكم هو ابن عبد الله بن إسحاق بن الأعرج ، فالأعرج جد أبيه.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤٣١٣ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «زيادات الزهد» ٢٩٣ عن حاجب بن عمر به.
(١) العبارة في المطبوع «عن أبي هريرة قال».
(٢) تصحف في المطبوع «سرورهم».
(٣) سقط من المطبوع.
(٤) سقط من المطبوع.
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) زيادة عن المخطوط.
(٧) زيد في المطبوع «راجعة وهي».