عشرة سجدة فعدوا سجدتي الحج سجدة (١) ص.
[١٤٧٠] روي عن عمرو بن العاص أن النبي صلىاللهعليهوسلم أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن.
(وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٧٨))
قوله : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ) ، قيل : جاهدوا في سبيل الله أعداء الله حق جهاده هو استفراغ الطاقة فيه ، قاله ابن عباس ، وعنه أيضا أنه قال : لا تخافوا في الله لومة لائم فهو حق الجهاد ، كما قال تعالى : (يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) [المائدة : ٥٤]. قال الضحاك ومقاتل : اعملوا لله حقّ عمله واعبدوه حق عبادته. وقال مقاتل بن سليمان : نسخها قوله : (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن : ١٦] ، وقال أكثر المفسرين : حق الجهاد أن تكون نيته صادقة خالصة لله عزوجل. وقال السدي : هو أن يطاع فلا يعصى. وقال عبد الله بن المبارك : هو مجاهدة النفس والهوى وهو الجهاد الأكبر وهو حق الجهاد.
[١٤٧١] وقد روي أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما رجع من غزوة تبوك قال : «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر».
وأراد بالجهاد الأصغر الجهاد مع الكفار والجهاد الأكبر الجهاد مع النفس. (هُوَ اجْتَباكُمْ) يعني : اختاركم لدينه ، (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) ، ضيق ، معناه أنّ المؤمن لا يبتلي بشيء من الذنوب إلا جعل الله له منه مخرجا بعضها بالتوبة وبعضها برد المظالم والقصاص ، وبعضها بأنواع الكفارات ، فليس في دين الإسلام ذنب (٢) لا يجد العبد سبيلا إلى الخلاص من العقاب فيه. وقيل : من ضيق في أوقات
__________________
[١٤٧٠] ـ تقدم تخريجه في أثناء التعليق على حديث عقبة بن عامر المتقدم قبل حديث واحد.
[١٤٧١] ـ باطل. ذكره الثعلبي في «تفسيره» كما في «تخريج الكشاف» ٣ / ١٧٣ بغير سند.
ـ وورد بنحوه من حديث جابر أخرجه البيهقي في «الزهد» ٣٧٣ بلفظ «قدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم قوم غزاة فقال صلىاللهعليهوسلم : قدمتم خير مقدم من جهاد الأصغر إلى جهاد الأكبر» فقيل : وما الجهاد الأكبر؟ قال : «مجاهدة العبد هواه».
قال الحافظ البيهقي عقبه : وهذا إسناد فيه ضعف.
ـ وقال الحافظ في «تخريج الكشاف» ٣ / ١٧٣ : هو من رواية عيسى بن إبراهيم عن يحيى بن يعلى عن ليث بن أبي سليم ، والثلاثة ضعفاء.
قلت : يحيى وليث كلاهما ضعيف فحسب ، وأما عيسى بن إبراهيم ، فهو متروك الحديث قاله أبو حاتم والنسائي ، وقال يحيى : ليس بشيء. وقال البخاري : منكر الحديث. أي لا تحل الرواية عنه كما هو معلوم من اصطلاح البخاري ، والحمل عليه في هذا الحديث. وقد ورد هذا من كلام إبراهيم بن أبي عبلة أحد التابعين من أهل الشام كما قال الحافظ في «تخريج الكشاف» ٣ / ١٧٣ وهو الصواب ، فالمرفوع باطل ، والصواب مقطوع أي هو من كلام التابعي.
ـ تنبيه : وقد استشهد الدكتور البوطي بهذا الحديث في عدة دروس ، وعند ما روجع فيه ، أجاب بأن ضعفه محتمل وغير شديد وأنه يعمل به في فضائل الأعمال ، والصواب ما ذكرت ، والله الموفق.
(١) في المطبوع «وسجدتي».
(٢) في المطبوع «ما».