الربيع أنا الشافعي أنا سفيان عن سليمان الأحول عن طاوس [عن ابن عباس](١) قال : «أمر الناس أن يكون آخر عهدهم الطواف بالبيت إلا أنه رخّص للمرأة الحائض».
والرمل مختص بطواف القدوم ولا رمل في طواف الإفاضة والوداع. قوله : (بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) اختلفوا في معنى العتيق ، فقال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وقتادة : سمي عتيقا لأن الله أعتقه من أيدي الجبابرة أن يصلوا إلى تخريبه ، فلم يظهر عليه جبار قط ، وقال سفيان بن عيينة : سمي عتيقا لأنه لم يملك قطّ ، وقال الحسن وابن زيد : سمي به لأنه قديم وهو أول بيت وضع للناس ، يقال دينار عتيق أي قديم ، وقيل : سمي عتيقا لأن الله أعتقه من الغرق فإنه رفع أيام الطوفان.
(ذلِكَ) أي : الأمر (٢) يعني ما ذكر من أعمال الحج ، (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ) ، أي معاصي الله وما نهى [الله](٣) عنه وتعظيمها ترك ملابستها. قال الليث : حرمات الله ما لا يحل انتهاكها. وقال الزجاج : الحرمة ما وجب القيام به وحرم التفريط فيه ، وذهب قوم إلى أن معنى الحرمات هاهنا المناسك بدليل (٤) ما يتصل بها. من الآيات. وقال ابن زيد : الحرمات هاهنا البيت الحرام ، والبلد الحرام والشهر الحرام والمسجد الحرام والإحرام. (فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) ، أي : تعظيم الحرمات ، خير له عند الله في الآخرة ، (وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ) ، أن : تأكلوها إذا ذبحتموها وهي الإبل والبقر والغنم ، (إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) ، تحريمه وهو قوله في سورة المائدة : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ) [المائدة : ٣] ، الآية ، (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) أي : عبادتها ، يقول كونوا على جانب منها فإنها رجس ، أي : سبب الرجس ، وهو العذاب والرجس : بمعنى الرجز. وقال الزجاج : (مَنْ) هاهنا للجنس أي : اجتنبوا الأوثان التي هي رجس ، (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) ، يعني : الكذب والبهتان. وقال ابن مسعود : شهادة الزور.
[١٤٦٠] وروي أن النبي صلىاللهعليهوسلم قام خطيبا فقال : «يا أيها الناس عدلت شهادة الزور الإشراك بالله» ، ثم قرأ هذه الآية.
__________________
ـ وأخرجه البخاري ٣٢٩ و ١٧٦٠ والدارمي ٢ / ٧٢ وابن حبان ٣٨٩٨ من طريق عن وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس بنحوه.
[١٤٦٠] ـ أخرجه أحمد ٤ / ١٧٨ و ٢٣١ و ٣٢٢ والترمذي ٢٢٩٩ والطبري ٢٥٣٧ من طريق فاتك بن فضالة عن أيمن بن خريم مرفوعا.
وإسناده ضعيف ، فاتك هذا مجهول الحال كما في «التقريب» وأيمن مختلف في صحبته.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، ولا نعرف لأيمن سماعا من النبي صلىاللهعليهوسلم.
ـ وأخرجه أبو داود ٣٥٩٩ والترمذي ٢٣٠٠ وابن ماجه ٢٣٧٢ وأحمد ٤ / ٣٢١ والطبري ٢٥١٣٦ من طريق سفيان بن زياد عن أبيه عن حبيب بن النعمان الأسدي عن خريم بن فاتك مرفوعا.
قال الترمذي : هذا عندي أصح ، وخريم بن فاتك له صحبة ا ه.
قلت : إسناده ضعيف له علتان : زياد العصفري عن حبيب بن النعمان قال الحافظ في ترجمته كلّ : مقبول.
وقال الذهبي في : زياد لا يدرى من هو عن مثله.
ثم ذكر هذا الحديث.
ـ وورد عن ابن مسعود موقوفا أخرجه الطبراني ٨٥٦٩ وهو أصح من المرفوع ، والله أعلم.
انظر «فتح القدير» للشوكاني ١٦٧٦ و «أحكام القرآن» ١٥٠٧ و «الكشاف» ٧٠٧ وجميعا بتخريجي ، ولله الحمد والمنة.
(١) سقط من المطبوع.
(٢) زيد في المطبوع «ذلك».
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) في المخطوط «بدلالة».