مائة جلدة. وقيل : معناه مسني الضر من شماتة الأعداء. حتى روي أنه قيل له بعد ما عوفي ما كان أشد عليك في بلائك قال شماتة الأعداء. وقيل : قال كذلك حين وقعت دودة من فخذه فردها إلى موضعها. وقال كلي : فقد جعلني الله طعامك فعضته عضة زاد ألمها على جميع ما قاساه من عض الديدان (١). فإن قيل : إن الله سماه صابرا وقد أظهر الشكوى والجزع ، بقوله : (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) ، و (أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ) [ص : ٤١] ، قيل [هذا](٢) ليس هذا بشكاية إنما هو دعاء بدليل قوله تعالى : (فَاسْتَجَبْنا لَهُ) ، على أن الجزع إنما هو في الشكوى إلى الخلق فأما الشكوى إلى الله عزوجل فلا يكون جزعا ولا ترك صبرا كما قال يعقوب : (إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ) [يوسف : ٨٦]. قال سفيان بن عيينة : وكذلك [كل](٣) من أظهر الشكوى إلى الخلق وهو راض بقضاء الله لا يكون ذلك جزعا.
[١٤٣٣] كما روي أن جبريل دخل على النبي صلىاللهعليهوسلم في مرضه فقال : كيف تجدك؟ قال : «أجدني مغموما وأجدني مكروبا».
[١٤٣٤] وقال لعائشة حين قالت وا رأساه : «قال بل أنا وا رأساه».
(فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ (٨٤))
قوله : (فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ) ، وذلك أنه قال له اركض برجلك فركض برجله فنبعت عين ماء بارد ، فأمره أن يغتسل منها ففعل فذهب كل داء كان بظاهره ، ثم مشى أربعين خطوة فأمره أن يضرب (٤) برجله الأرض مرة أخرى ففعل فنبعت عين ماء بارد فأمره فشرب منها فذهب كل داء كان بباطنه فصار كأصح ما يكون من الرجال وأجملهم. (وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ) ، واختلفوا في ذلك فقال ابن مسعود وقتادة وابن عباس والحسن وأكثر المفسرين : ردّ الله عزوجل إليه أهله وأولاده بأعيانهم أحياهم الله [له](٥) وأعطاه (٦) مثلهم معهم ، وهو ظاهر القرآن وقال الحسن : آتاه الله المثل من
__________________
[١٤٣٣] ـ ضعيف. أخرجه ابن سعد في «الطبقات» ٢ / ١٩٨ ـ ١٩٩ والبيهقي في «الدلائل» ٧ / ٢٦٧ ـ ٢٦٨ من طريقين عن جعفر بن محمد عن أبيه وفي إسناده ابن سعد من لم يسمّ.
ـ وأخرجه البيهقي في «الدلائل» ٧ / ٢١٠ ـ ٢١١ من طريق الحسن بن علي عن محمد بن علي مرسلا.
ـ وأخرجه الطبراني في «الكبير» ٢٨٩٠ من طريق علي بن الحسين عن أبيه.
ـ وذكره الهيثمي في «المجمع» ٩ / ٣٤ وقال : وفيه عبد الله بن ميمون القداح ، وهو ذاهب الحديث.
[١٤٣٤] ـ صحيح. أخرجه البخاري ٥٦٦٦ والبيهقي «الدلائل» ٧ / ١٦٨ من حديث عائشة.
ـ وأخرجه ابن ماجه ١٤٦٥ وأحمد ٦ / ٢٢٨ وعبد الرزاق ٩٧٥٤ وابن حبان ٦٥٨٦ والبيهقي ٣ / ٣٩٦ وفي «الدلائل» ٧ / ١٦٨ من وجه آخر من حديث عائشة أيضا.
وقال البوصيري في «الزوائد» : إسناد رجاله ثقات.
(١) وهذا أيضا من أساطير الإسرائيليين وترهاتهم وافتراءاتهم.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) في المطبوع «يركض».
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) في المطبوع «وأعطاهم».