بحذف إلى يريد إلى سيرتها «الأولى».
قوله تعالى : (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ) ، يعني إبطك ، قال مجاهد : تحت عضدك ، وجناح الإنسان عضده إلى أصل إبطه ، (تَخْرُجْ بَيْضاءَ) ، نيرة مشرقة ، (مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) ، من غير عيب [قال مجاهد](١) : والسوء هاهنا بمعنى البرص. قال ابن عباس : كان ليده نور ساطع يضيء بالليل والنهار كضوء الشمس والقمر ، (آيَةً أُخْرى) ، يعني دلالة أخرى على صدقك سوى العصا.
(لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى) (٢٣) ، ولم يقل الكبر لرءوس الآي. وقيل : فيه إضمار معناه لنريك من آياتنا [الآية](٢) الكبرى ، دليله قول ابن عباس : كانت يد موسى أكبر آياته.
(اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (٢٤) قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (٢٥) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (٢٦) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي (٢٨) وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (٢٩) هارُونَ أَخِي (٣٠) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (٣٢) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (٣٣) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (٣٤) إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً (٣٥) قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى (٣٦) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى (٣٧) إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى (٣٨))
قوله تعالى : (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) (٢٤) ، يعني جاوز الحدّ في العصيان والتمرد ، فادعه إلى عبادتي.
(قالَ) ، موسى ، (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) ، وسعه للحق ، قال ابن عباس : يريد حتى لا أخاف غيرك ، وذلك أن موسى كان يخاف فرعون خوفا شديدا لشدة شوكته وكثرة جنوده ، وكان يضيق صدرا بما كلّف من مقاومة فرعون وجنده ، فسأل الله أن يوسع قلبه للحق حتى يعلم أن أحدا لا يقدر على مضرّته إلا بإذن الله ، وإذا علم ذلك لم يخف فرعون مع (٣) شدة شوكته وكثرة جنوده.
(وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) (٢٦) ، يعني سهل عليّ ما أمرتني به من تبليغ الرسالة إلى فرعون.
(وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي) (٢٧) ، وذلك أن موسى كان في حجر فرعون ذات يوم في صغره ، فلطم فرعون لطمة وأخذ بلحيته ، فقال فرعون لآسية امرأته : إن هذا عدوي وأراد أن يقتله ، فقالت آسية : إنه صبي لا يعقل ولا يميّز. وفي رواية أن أمّ موسى لما فطمته ردته فنشأ موسى في حجر فرعون وامرأته آسية يربيانه ، واتخذاه ولدا فبينما هو يلعب يوما بين يدي فرعون وبيده قضيب يلعب به إذ رفع القضيب فضرب به رأس فرعون ، فغضب فرعون [وتطيّر بضربه](٤) حتى همّ بقتله ، فقالت [له](٥) آسية : أيها الملك إنه صغير لا يعقل فجربه إن شئت ، فجاءت بطستين في أحدهما الجمر وفي الآخر الجواهر ، فوضعتهما بين يدي موسى فأراد [موسى](٦) أن يأخذ الجواهر ، فأخذ جبريل بيد موسى فوضعها على النار فأخذ جمرة فوضعها في فيه (٧) فأحرقت لسانه وصارت عليه عقدة.
(يَفْقَهُوا قَوْلِي) (٢٨) ، يقول احلل العقدة كي يفقهوا كلامي.
__________________
(١) سقط من المطبوع.
(٢) زيد في المطبوع «عن».
(٣) في المطبوع «و».
(٤) في المخطوط «من ذلك».
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) زيادة عن المخطوط.
(٧) في المطبوع «فمه».