الطيسفوني أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد الترابي أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمرو بن بسطام أنبأنا [أبو](١) الحسن أحمد بن سيّار (٢) القرشي ثنا يوسف بن عدي المصري ثنا أبو ضمرة أنس بن عياض عن أبي حازم قال : لا أعلمه إلا عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إيّاكم ومحقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب مثل قوم نزلوا بطن واد فجاء هذا بعود وجاء هذا بعود وجاء هذا بعود ، فأنضجوا خبزهم (٣) ، وإن محقرات الذنوب لموبقات».
قوله تعالى : (وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً) ، مكتوبا مثبتا في كتابهم ، (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) ، أي : لا ينقص ثواب أحد عمل خيرا. وقال الضحاك : لا يؤاخذ أحدا بجرم لم يعمله.
وقال عبد الله بن قيس : تعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات ، فأما العرضتان فجدال ومعاذير ، وأما العرضة الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي ، فآخذ بيمينه وآخذ بشماله. ورفعه بعضهم عن أبي موسى (٤).
قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) ، يقول واذكر يا محمد إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ، (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِ) ، قال ابن عباس : كان من حي من الملائكة يقال لهم الجن ، خلقوا من نار السموم. وقال الحسن : كان من الجن ولم يكن من الملائكة ، فهو أصل الجن كما أن آدم أصل الإنس.(فَفَسَقَ) ، أي خرج ، (عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) ، عن طاعة ربه ، (أَفَتَتَّخِذُونَهُ) ، يعني يا بني آدم (وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ) ، أي أعداء.
روى مجالد (٥) عن الشعبي قال : إني لقاعد يوما إذ أقبل رجل فقال : أخبرني هل لإبليس زوجة؟ قلت : إن ذلك لعرس (٦) ما شهدته ، ثم ذكرت قوله تعالى : (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي) ، فعلمت أنه لا تكون ذرية إلا من زوجة ، فقلت : نعم. وقال قتادة : يتوالدون كما يتوالد بنو آدم. وقيل : إنه يدخل ذنبه في دبره فيبيض فتنفلق البيضة عن جماعة من الشياطين. وقال مجاهد : من ذريته إبليس لاقيس وولهان ، وهما صاحبا الطهارة والصلاة ، والهفاف ومرّة وبه يكنى ، وزلنبور وهو صاحب الأسواق ، يزين اللغو والحلف الكاذبة ومدح السلع ، وثبر (٧) وهو صاحب المصائب يزين للناس خمش الوجوه ولطم الخدود وشق الجيوب ، والأعور وهو صاحب الزنا ينفخ في إحليل الرجل وعجز المرأة ، ومطووس وهو صاحب الأخبار الكاذبة يلقيها في أفواه الناس ، لا يجدون لها أصلا ، وداسم وهو الذي إذا دخل الرجل بيته ولم يسلم ولم يذكر اسم الله بصّره من المتاع ما لم يرفع ولم يوضع في موضعه أو يحتبس موضعه ، وإذا أكل ولم يذكر اسم الله أكل معه.
قال الأعمش : ربما دخلت البيت ولم أذكر اسم الله ولم أسلم ، فرأيت مطهرة فقلت ارفعوا هذه وخاصمتهم ، ثم أذكر اسم الله فأقول داسم داسم.
__________________
(١) زيادة عن ـ ب ـ.
(٢) تصحف في المطبوع «يسار».
(٣) في المطبوع «خبزتهم».
(٤) يأتي تخريجه إن شاء الله تعالى.
(٥) تصحف في المطبوع والمخطوط «مجاهد».
(٦) تصحف في المطبوع «العرش».
(٧) تصحف في المطبوع «بتر».