أي : تطلب (١) مجالسة الأغنياء والأشراف وصحبة أهل الدنيا ، (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا) ، أي جعلنا قلبه غافلا عن ذكرنا يعني عيينة بن حصين. وقيل : أمية بن خلف ، (وَاتَّبَعَ هَواهُ) ، أي مراده في طلب الشهوات ، (وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) ، قال قتادة ومجاهد : ضياعا. وقيل : معناه ضيع أمره وعطل أيامه. وقيل : ندما (٢). وقال مقاتل ابن حيان : سرفا. وقال الفراء : متروكا. وقيل باطلا. وقيل : مخالفا للحق. وقال الأخفش : مجاوزا للحد. وقيل : معنى التجاوز في الحد ، هو قول عيينة : إن أسلمنا أسلم الناس وهذا إفراط عظيم.
(وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً (٢٩))
(وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) ، أي ما ذكرناه من الإيمان والقرآن ، معناه : قل يا محمد لهؤلاء الذين أغفلنا قلوبهم عن ذكرنا أيها الناس الحق من ربكم وإليه التوفيق والخذلان وبيده الهدى والضلال ، ليس إليّ من ذلك شيء. (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) ، هذا على طريق التهديد والوعيد كقوله : (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) [فصلت : ٤٠] ، وقيل معنى الآية : وقل الحق من ربكم ولست بطارد المؤمنين لهواكم ، فإن شئتم فآمنوا وإن شئتم فاكفروا فإن كفرتم فقد أعدّ لكم ربكم نارا أحاط بكم سرادقها ، وإن آمنتم فلكم ما وصف الله عزوجل لأهل طاعته. وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في معنى الآية : من شاء الله له الإيمان آمن ومن شاء له الكفر كفر وهو قوله : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) [الإنسان : ٣٠]. (إِنَّا أَعْتَدْنا) ، أعددنا وهيأنا من الإعداد (٣) وهو العدة ، (لِلظَّالِمِينَ) للكافرين ، (ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها) ، السرادق الحجزة (٤) التي تطيف بالفسطاط (٥).
[١٣٥١] أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة أنبأنا محمد بن أحمد بن الحارث أنبأنا محمد بن يعقوب الكسائي أنبأنا عبد الله بن محمود أنبأنا إبراهيم بن عبد الله الخلال أنبأنا عبد الله بن المبارك عن
__________________
[١٣٥١] ـ ضعيف. إسناده ضعيف جدا ، رشدين بن سعد واه ، ودراج عن أبي الهيثم ضعيف أيضا ، وقد توبع رشدين ، فانحصرت العلة في درّاج.
أبو الهيثم هو سليمان بن عمرو بن عبيد ، دراج هو ابن سمعان.
ـ رواه المصنف من طريق ابن المبارك وهو في «الزهد» ٣١٦ «زيادات نعيم بن حماد» عن رشدين بن سعد بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الترمذي ٢٥٨٤ والطبري ٢٣٠٣٧ من طريق ابن المبارك به.
ـ وأخرجه الحاكم ٤ / ٦٠٠ ـ ٦٠١ والطبري ٢٣٠٣٨ من طريق عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث به ، وصححه! وسكت عنه الذهبي! مع أنه من رواية درّاج عن أبي الهيثم ، لكن قال الذهبي في مواضع كثيرة : درّاج ذو مناكير.
ـ وأخرجه أحمد ٣ / ٢٩ وأبو يعلى ١٣٨٩ والواحدي في «الوسيط» ٣ / ١٤٦ من طريق الحسن بن موسى عن ابن لهيعة عن درّاج به.
(١) في المطبوع «طلب».
(٢) تصحف في المطبوع «ندماء».
(٣) في المطبوع «العتاد».
(٤) تصحف في المخطوط «الحجرة».
(٥) في المطبوع «بالفساطيط» والمثبت عن المخطوط و «تفسير القرطبي» ١٠ / ٣٩٣.