(وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) ، يعني القرآن ، (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً) للمطيعين ، (وَنَذِيراً) ، للعاصين.
(وَقُرْآناً فَرَقْناهُ) ، قيل : أنزلنا نجوما لم ينزل مرة واحدة ، بدليل قراءة ابن عباس : «وقرآنا فرّقناه» بالتشديد ، وقراءة العامة بالتخفيف ، أي : فصّلناه. وقيل : بيّناه. وقال الحسن : معناه فرقنا به بين الحق والباطل. (لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ) أي : على تؤدة وترسل في ثلاث وعشرين سنة ، (وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً) [أي رتلناه ترتيلا](١).
(قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا) ، هذا على طريق الوعيد والتهديد ، (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ) ، قيل : هم مؤمنو أهل الكتاب وهم الذين كانوا يطلبون الدين قبل مبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم أسلموا بعد مبعثه ، مثل زيد بن عمرو (٢) بن نفيل وسلمان الفارسي وأبي ذر وغيرهم. (إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ) ، يعني القرآن (يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ) أي : يسقطون على الأذقان ، قال ابن عباس : أراد بها الوجوه ، (سُجَّداً).
(وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً) (١٠٨) ، أي : كائنا واقعا.
(وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ) ، أي : يقعون على الوجوه يبكون ، والبكاء مستحب عند قراءة القرآن ، (وَيَزِيدُهُمْ) ، نزول القرآن ، (خُشُوعاً) ، خضوعا لربهم ، نظيره قوله تعالى : (إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا) [مريم : ٥٨].
[١٣٣٥] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو عمرو بكر بن محمد المزني ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد (٣) ثنا الحسين بن الفضل البجلي أنا عاصم بن علي بن عاصم ثنا المسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا يلج النار من بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري مسلم أبدا».
[١٣٣٦] أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري أنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن
__________________
[١٣٣٥] ـ حديث حسن. إسناده ضعيف ، فيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ، وقد اختلط ، لكن تابعه مسعر عند النسائي وابن حبان ، ومسعر ثقة.
ـ والحديث بدون «حتى يعود اللبن في الضرع» صحيح له شواهد كثيرة.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤٠٦٣ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الترمذي ٢٣١١ و ١٦٣٣ والنسائي ٦ / ١٢ وأحمد ٢ / ٥٠٥ والحاكم ٤ / ٢٥٩ من طرق عن المسعودي به.
ـ وأخرجه النسائي ٦ / ١٢ من طريق مسعر عن محمد بن عبد الرحمن به.
ـ وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وقال الترمذي حسن صحيح.
ـ وأخرج ابن حبان ٤٦٠٧ عجزه فقط من طريق مسعر عن محمد بن عبد الرحمن به.
[١٣٣٦] ـ متن حسن صحيح بشواهده. إسناده ضعيف لضعف محمد بن يونس الكديمي ، وجهالة أبي حبيب القنوي ، حيث لم أجد له ترجمة ، وقد توبع محمد بن يونس عند الطبراني ، فانحصرت العلة في أبي حبيب ، وللحديث شواهد كثيرة.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤٠٦٤ بهذا الإسناد.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) تصحف في المطبوع «عمر».
(٣) تصحف في المطبوع «الجنيد».